انبعاثات الكربون العالمية ستصل إلى مستوى قياسي في 2024

Nov 14, 2024

قال علماء المناخ إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بما يشمل تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تتجه لتسجيل مستوى قياسي في 2024، لينحرف العالم أكثر عن مساره الهادف لتجنّب المزيد من الظواهر المناخية المتطرفة والمدمّرة.

وبحسب تقرير ميزانية الكربون العالمية، الذي نُشر في قمة المناخ (كوب29) المنعقدة حاليا في أذربيجان، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستصل إلى 41.6 مليار طن في عام 2024، مرتفعة عن 40.6 مليار طن في العام الماضي.

وأغلب هذه الانبعاثات ناتج عن حرق الوقود الأحفوري، الفحم والنفط والغاز، والتي ستبلغ 37.4 مليار طن في عام 2024، بزيادة 0.8% عن عام 2023. أما الجزء المتبقي فناتج عن استخدام الأراضي، بما يشمل إزالة الغابات وحرائقها.

وقال بيير فريدلينغستين، المعد الرئيسي للتقرير، الذي أشرفت عليه جامعة إكستر البريطانية بمشاركة ما يزيد عن 80 مؤسسة، إنه ”بدون خفض فوري وحاد للانبعاثات على مستوى العالم، فسوف نبلغ مباشرة حد 1.5 درجة مئوية، وسنجتازه ونستمر في ذلك“.

ووافقت البلدان بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية لتجنّب أسوأ آثار تغير المناخ، وهذا يتطلّب خفضا حادا للانبعاثات كل عام من الآن وحتى عام 2030 وما بعده.

وبدلا من تحقيق ذلك، ارتفعت انبعاثات الوقود الأحفوري على مدى العقد الماضي، فيما هبطت انبعاثات استخدام الأراضي خلال هذه الفترة، إلا أن الجفاف الشديد في منطقة الأمازون هذا العام تسبّب في اندلاع حرائق الغابات لتزيد انبعاثات استخدام الأراضي السنوية 13.5%، لتصل إلى 4.2 مليار طن.

وقال علماء المناخ إن هذا التقدم البطيء يعني أن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لم يعد واقعيا، بالرغم من أن بيانات الانبعاثات لهذا العام تُظهر قيام بعض البلدان بالتوسع في استخدام الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، إلا أن هذا التقدم غير متساوٍ، حيث انخفضت انبعاثات الدول الصناعية الغنية، بينما استمرت انبعاثات الاقتصادات الناشئة في الارتفاع.

واندلعت التوترات بين الدول المشاركة في (كوب29) حول من يجب أن يقود انتقال العالم بعيدا عن الوقود الأحفوري، الذي يُنتج حوالي 80% من الطاقة العالمية.

واتّهم الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، الدول الغربية بالنفاق لأنها ”تُلقي العظات على الآخرين في وقت لا تزال فيه من كبار مستهلكي ومنتجي الوقود الأحفوري“.

ومن المتوقع أن تنخفض انبعاثات الولايات المتحدة، أكبر منتج ومستهلك للنفط والغاز في العالم، بنسبة 0.6% هذا العام، في حين ستنخفض انبعاثات الاتحاد الأوروبي 3.8%.

وفي الوقت نفسه، تتجه انبعاثات الهند للارتفاع 4.6% هذا العام مدفوعة بالطلب المتزايد على الطاقة بسبب النمو الاقتصادي.

كما ستسجّل انبعاثات الصين، أكبر مصدر للانبعاثات وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.2%، وسط الإقبال على السيارات الكهربائية.

ومن المتوقع أيضا أن ترتفع الانبعاثات من الطيران والشحن الدوليين 7.8% هذا العام مع استمرار تعافي السفر الجوي من انخفاض الطلب خلال جائحة كوفيد-19.

المصدر: وكالات