الذكاء الاصطناعي يفاقم أزمة النفايات الإلكترونية
حذّرت دراسة جديدة، أجراها باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم، من أن الذكاء الاصطناعي قد يُدمر البيئة، إذ من المتوقّع أن يُنتج ما بين 1.2 و5 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية الإضافية بحلول عام 2030.
وتُركز الدراسة بشكل خاص على نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، وهو نوع من برامج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تفسير وإنتاج اللغة البشرية، إلى جانب أداء المهام ذات الصلة.
ويعتمد الذكاء الاصطناعي على التحسينات التكنولوجية السريعة، بما في ذلك البنية التحتية للأجهزة والرقائق. ويُشير الباحثون إلى أن التحديثات اللازمة لمواكبة تطوّر التكنولوجيا يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشكلات النفايات الإلكترونية الحالية.
وبحسب الدراسة، فإن ”نماذج اللغات الكبيرة تتطلب موارد حسابية كبيرة للتدريب والاستدلال، الأمر الذي يتطلب أجهزة حاسوبية وبنية تحتية واسعة النطاق“. وتُثير هذه الضرورة قضايا الاستدامة الحرجة، بما في ذلك استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية المرتبطة بهذه العمليات.
ولاحظ الباحثون أن الأبحاث السابقة ركّزت إلى حد كبير على استخدام الطاقة وانبعاثات الكربون المرتبطة بها من نماذج الذكاء الاصطناعي، مع إيلاء اهتمام قليل نسبيا للمواد المادية المشاركة في دورة حياة النماذج، أو نفايات المعدات الإلكترونية المتبقية في أعقابها.
وقام معدو الدراسة، بقيادة بنغ وانغ، خبير إدارة الموارد في المختبر الرئيسي للبيئة الحضرية والصحة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بحساب توقّعات لكميات النفايات الإلكترونية المحتملة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بين عامي 2020 و2030.
وتصوّر الباحثون أربعة سيناريوهات، لكل منها درجة مختلفة من إنتاج واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدءا من سيناريو عدواني واسع النطاق إلى سيناريو محافظ وأكثر تقييدا.
وفي ظل السيناريو الأكثر عدوانية، يمكن أن ينمو إجمالي النفايات الإلكترونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 5 مليون طن متري بين عامي 2023 و2030، مع احتمال وصول النفايات الإلكترونية السنوية إلى 2.5 مليون طن متري بحلول نهاية العقد، وهذا يعادل تقريبا قيام كل شخص على هذا الكوكب بالتخلّص من هاتفه الذكي.
ويتوقّع سيناريو الاستخدام المرتفع أيضا أن تشمل المخلفات الإلكترونية الإضافية للذكاء الاصطناعي 1.5 مليون طن متري من لوحات الدوائر المطبوعة و500 ألف طن متري من البطاريات، والتي يمكن أن تحتوي على مواد خطرة مثل الرصاص والزئبق والكروم.
ففي العام الماضي، تم التخلّص من 2.6 ألف طن فقط من الإلكترونيات من التكنولوجيا المخصّصة للذكاء الاصطناعي. وبالنظر إلى أن إجمالي كمية النفايات الإلكترونية الناتجة عن التكنولوجيا بشكل عام من المتوقّع أن يرتفع بحوالي الثُلث ليصل إلى 82 مليون طن بحلول عام 2030، فإن من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تفاقم مشكلة خطيرة بالفعل.
ومن خلال دراسة هذه السيناريوهات المختلفة، يعتبر الباحثون أنه لا يتعيّن بالضرورة على الذكاء الاصطناعي أن يفرض مثل هذا العبء المفرط من النفايات الإلكترونية، مشيرين إلى أن وكالة الطاقة الدولية والعديد من شركات التكنولوجيا تدعو إلى استراتيجيات الاقتصاد الدائري لمعالجة النفايات الإلكترونية.
ووفقا للدراسة، فإن استراتيجيات الاقتصاد الدائري لمعالجة النفايات الإلكترونية الأكثر فعالية هي تمديد عمر البنية التحتية الحالية وإعادة استخدام المواد والوحدات الرئيسية في عملية إعادة التصنيع.
كما أفاد الباحثون بأن تنفيذ هذه الاستراتيجيات يمكن أن يُقلل من عبء النفايات الإلكترونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى 86%.
المصدر: ساينس أليرت