مصير مؤتمر المناخ في عصر ترمب
بعد انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، تُثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب29)، المنعقد حاليا في باكو بأذربيجان، في الفترة ما بين 11 و22 نوفمبر الجاري، إذ سبق أن قام ترمب بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ خلال ولايته الأولى، ما أثار قلقا حول مدى التزام الولايات المتحدة بالجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.
ومن المتوقع أن يشارك العشرات من رؤساء الدول والحكومات في مؤتمر (كوب29)، ليكون أول اجتماع دبلوماسي كبير بعد الانتخابات الأميركية. ويهدف المؤتمر إلى تحديد هدف جديد للمساعدات المالية للدول النامية، ليحل محل الهدف السابق البالغ 100 مليار دولار سنويا، والذي تم تحقيقه بصعوبة فى عام 2022.
ومع ذلك، فإن انتخاب ترمب قد يؤثر سلبا على هذه الجهود، حيث يُتوقع أن يُعيد سياساته السابقة التي تُقلل من أهمية التغير المناخي، ما قد يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون وتأخير تحقيق أهداف خفض درجة حرارة الأرض.
وبالرغم من هذه التحديات، تستعد بعض الدول، بما فى ذلك الصين، لإرسال رسالة واضحة لمواصلة التعاون في مجال المناخ، بغض النظر عن التغيرات السياسية في الولايات المتحدة.
وكان قد صرّح ترمب، الذي وصف تغير المناخ بأنه خدعة، بأنه يعتزم سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 في بداية رئاسته الثانية، وأبدى الرئيس الأميركي العائد شكوكا بشأن المركبات الكهربائية، وقال إن الحوافز الحكومية للسيارات الكهربائية قد تجف في فترة ولايته الثانية، كما طرح مستشاروه السياسيون فكرة خروج الولايات المتحدة من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التى وافق عليها مجلس الشيوخ في عام 1992، وسبق أن ألغت إدارة ترمب أكثر من 100 لائحة لحماية البيئة، وتُخطط لتطبيق أجندة مماثلة في رئاسته الجديدة.
وقالت إليزابيتا كورناجو، الباحثة في مركز الإصلاح الأوروبي، إن ”الدفع نحو تمويل أكثر طموحا للمناخ سيكون شبه مستحيل بدون تأييد الولايات المتحدة، ما سيُثبط عزيمة الدول النامية عن أخذ طموحات المناخ الغربية على محمل الجد“. وسبق أن حذّرت بلومبرج من أن انسحاب واشنطن من دبلوماسية المناخ سيؤدي إلى العديد من العواقب، ما سيغير حتما من طبيعة مفاوضات المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة، كما أن انسحاب ثاني أكبر مصدر للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري العالمي سيوفر غطاء سياسيا للدول المتخلّفة عن الركب لتعطيل أيّ تحرك جديد في مجال المناخ، فضلا عن أنه قد يفتح المجال للصين، التى توصف بأنها أكبر ملوّث للبيئة في العالم، لتعزيز قيادتها في هذا المجال.
وبينما يظل مصير مؤتمر (كوب29) غير مؤكد في ظل التغيرات السياسية الأخيرة، فإن التزام المجتمع الدولي بالتصدي للتغير المناخي سيظل محور التركيز، مع توقعات بتأثيرات محتملة لسياسات الإدارة الأميركية الجديدة على مسار المفاوضات والالتزامات المناخية.
بقلم: خالد منتصر – صحيفة الوطن