هل تجميد القطب الشمالي يُعد حلا لمعضلة الاحترار المناخي؟
يفقد المحيط المتجمد الشمالي جليده بمعدل 12% كل عقد تقريبا، وحتى مع إيجاد حلول لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن من المتوقع أن يصبح المحيط المتجمد خاليا من الجليد في الصيف بحلول ثلاثينيات القرن الحالي.
ويرى فريق بحثي، من شركة ناشئة تُدعى ريال آيس، أن الحل يكمن في هندسة المناخ، إذ تُخطط الشركة لاستخدام مياه البحر لتكثيف جليد القطب الشمالي مرة أخرى بحجم أكبر من المعتاد.
والسبب العلمي لذلك هو رفع مساحة الجليد في شمال الأرض، والتي تعكس الإشعاع الشمسي إلى الفضاء، ما يساعد في الحفاظ على برودة مناخ الأرض.
كما أن فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي يؤدي إلى تفاقم تداعيات تغير المناخ وإحداث الفوضى في أنظمة الطقس في جميع أنحاء العالم، وهندسة المناخ تمنع ذلك، بحسب الفريق البحثي.
هندسة المناخ
ويُشير مصطلح هندسة المناخ إلى التلاعب المتعمد بالأنظمة الطبيعية للأرض، وبشكل خاص أنظمة المناخ والطقس، لعدة أسباب يأتي على رأسها التخفيف من آثار تغير المناخ الذي تشهده الأرض حاليا.
ومن الأمثلة على آليات هندسة المناخ، حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير بالغلاف الجوي، والهباء الجوي هو جزيئات عاكسة للضوء (مثل ثاني أكسيد الكبريت) يمكنها تقليل تأثير الشمس على الأرض عبر محاكاة التأثير المبرّد للانفجارات البركانية.
ويقترح فريق من الباحثين رش مياه البحر في السُحب فوق المحيط لزيادة انعكاسيتها، كما يقترح فريق آخر وضع مرايا أو مواد عاكسة في الفضاء لحرف ضوء الشمس قبل وصوله إلى الأرض، بينما يقترح باحثون آخرون تعديل سطح الأرض لجعله أكثر انعكاسا، مثل طلاء أسطح المنازل باللون الأبيض أو زراعة المحاصيل ذات الألوان الفاتحة.
أخطار غير متوقعة
وعلى الرغم من الفوائد الجمّة المتوقعة من هذه التقنيات، فإن لها مخاطر تضع العلماء في حالة تأنٍ قبل المضي قُدما واستخدامها، فمثلا قد يؤدي تغيير مناخ القطب الشمالي إلى تعطيل النظم البيئية المحلية، ما يؤثر على الحياة البرية والتنوع البيولوجي بشكل جذري.
وإلى جانب ذلك، يخشى العلماء من أن تؤدي إجراءات الهندسة المناخية عن غير قصد إلى حلقات تغذية راجعة تؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
وعلى سبيل المثال، إذا تم الحفاظ على الجليد بشكل مصطنع واستمرت درجات الحرارة العالمية الأخرى في الارتفاع، فقد يؤدي ذلك إلى تحوّلات غير متوقعة في أنماط الطقس، مثل تغيير أنماط الدورة الجوية، ما قد يؤدي إلى أحداث الطقس المتطرفة في أجزاء أخرى من العالم، مثل الجفاف المطوّل أو زيادة نشاط العواصف.
كما أن مشاريع الهندسة المناخية، خاصة التدخلات واسعة النطاق مثل تلك التي تستهدف القطب الشمالي، تتطلّب استثمارات مالية كبيرة، ما قد يُحول الأموال عن استراتيجيات أكثر فعالية للتخفيف من تغير المناخ.
المصدر: وكالات