تفاقم الأحوال الجوية المتطرفة بسبب تغير المناخ
أكّدت دراسة جديدة أن تغير المناخ الذي يُسببه الإنسان أدّى إلى تفاقم حدّة وشدّة 10 ظواهر مناخية من التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين.
وتُسلط الدراسة الضوء على الكيفية التي مكّنت العلماء من تمييز بصمة تغير المناخ في الأحداث الجوية المعقدة، حيث تضمّنت الدراسة، التي قام بها علماء من منظمة إسناد الطقس العالمي، إعادة تحليل بيانات لأحداث جوية قاسية.
وقالت فريدريكا أوتو، مديرة منظمة إسناد الطقس العالمي، إن هذه الدراسة ”يجب أن تُوعي القادة السياسيين المتمسّكين باستخدام الوقود الأحفوري المتسبّب في رفع حرارة الكوكب وقتل الأرواح“، مضيفة ”إذا واصلنا حرق النفط والغاز والفحم فإن المعاناة ستستمر“.
وركّز الباحثون في دراستهم على أكثر 10 أحداث مناخية مميتة مسجلة في قاعدة بيانات الكوارث الدولية منذ عام 2004، حيث نُشرت آنذاك أول دراسة تربط موجة الحرّ التي ضربت أوروبا حينها بالتغير المناخي.
ويُعتبر الجفاف الذي شهده الصومال في عام 2011، والذي يعتقد أنه تسبّب في مقتل أكثر من 250 ألف شخص، أكثر الأحداث المناخية المميتة في الـ20 عاما الماضية، حيث وجد الباحثون أن انخفاض معدل هطول الأمطار الذي أدّى إلى الجفاف أصبح أكثر احتمالا للحدوث وأكثر فتكا بسبب تغير المناخ.
وتتضمن القائمة موجة الحرّ التي ضربت فرنسا في عام 2015، ما أسفر عن مقتل أكثر من 3 آلاف شخص في البلاد، إذ يقول الباحثون إن درجات الحرارة المرتفعة تضاعفت بسبب تغير المناخ.
كما تشمل القائمة موجات حرّ شهدتها أوروبا في العامين الماضيين، حيث قُتل 53 ألف شخص في 2022، بينما قُتل 37 ألف شخص في 2023، وخلصت الدراسة إلى استحالة حدوث هذا الأمر بدون تغير المناخ.
وبحسب الدراسة، فإن الأعاصير المدارية القاتلة، كتلك التي ضربت بنغلاديش في 2007 وميانمار في 2008 والفلبين في 2013، أصبحت أكثر احتمالية للحدوث وشدّة بسبب تغير المناخ، كما حصل في الهند التي ضربتها الفيضانات في 2013.
ويُرجح الباحثون أن العدد الحقيقي للقتلى جرّاء هذه الظروف الجوية المتطرفة أعلى من المعلن، إذ أن الوفيات المرتبطة بموجات الحرّ لا تُسجل على هذا النحو في معظم أنحاء العالم، خاصة في الدول الفقيرة الأكثر ضعفا.
وأظهرت الدراسة حاجة جميع البلدان لبناء قدراتها في مواجهة تغير المناخ، محذّرة من أن مع كل جزء من درجة الاحترار ستشهد البشرية مزيدا من الأحداث المناخية التي تدفع البلدان إلى حافة الهاوية، بغض النظر عن مدى استعدادها.
المصدر: منظمة إسناد الطقس العالمي