النقطة الحرجة في تغير المناخ

Oct 08, 2024

تُشير النقطة الحرجة في تغير المناخ إلى العتبات البيئية التي يحدث عند تجاوزها تحوّل كبير وغير قابل للانعكاس في النظام المناخي، ما يؤدي إلى تأثيرات كارثية لا يمكن إيقافها بسهولة.

وتحدث هذه التغيرات نتيجة تراكم التدخل البشري في النظام المناخي، بما في ذلك زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والميثان (CH₄)، والتي تُسبب ارتفاع درجات الحرارة على الكوكب.

وتُعرف النقطة الحرجة (Climate Tipping Point) بأنها مرحلة يُصبح عندها تغير المناخ غير متحكم فيه، إذ تحدث تغييرات فجائية وكبيرة في أنظمة الأرض الطبيعية نتيجة لتراكم الضغوط المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة غازات الاحتباس الحراري. وعند تجاوز هذه النقاط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية قد تكون لا رجعة فيها على النظام البيئي العالمي.

وهناك العديد من الأمثلة المحتملة للنقاط الحرجة في النظام المناخي، والتي إذا تم تجاوزها ستؤدي إلى تغييرات كارثية في البيئة، مثل ذوبان الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، والتحلّل الحراري لغابات الأمازون، وتوقّف تيارات المحيطات، وذوبان التربة الصقيعية.

لماذا تُشكل النقاط الحرجة تهديدا؟

تُمثل النقاط الحرجة تهديدا رئيسيا، إذ أنها قد تؤدي إلى تغيرات سريعة وشاملة في المناخ يصعب توقعها والتحكم فيها، مثل زيادة سرعة التغيرات المفاجئة في الطقس التي قد تتسبّب في دمار بيئي، وعدم القدرة على العودة إلى الحالة البيئية السابقة، وتعزيز التغيرات الأخرى المتسلسلة، إذ أن تجاوز نقطة حرجة واحدة قد يؤدي إلى تجاوز نقاط أخرى، ما يُسرع من التدهور البيئي.

كيف يمكن تجنّب تجاوز النقاط الحرجة؟

ولِمنع تجاوز النقاط الحرجة في النظام المناخي يتعيّن اتخاذ إجراءات سريعة وشاملة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين إدارة الموارد الطبيعية. وتشمل تلك الإجراءات تقليل انبعاثات الكربون بشكل جذري عبر الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والتقليل من استخدام الوقود الأحفوري، وتطوير التقنيات الخضراء، مثل تقنيات احتجاز الكربون، وتعزيز التعاون العالمي في مكافحة تغير المناخ عبر التزام جميع الدول بالاتفاقيات الدولية، مثل اتفاق باريس للمناخ.

التأثيرات المحتملة لتجاوز النقاط الحرجة

وفي حال تم تجاوز النقاط الحرجة، فإن التغيرات المناخية قد تتسبّب في تأثيرات كارثية، مثل غرق المدن الساحلية جرّاء ارتفاع مستوى سطح البحر، وانهيار النظم البيئية وفقدان الحياة البحرية بسبب تغير درجات حرارة المحيطات، إضافة إلى زيادة عدد وشدّة الأعاصير والفيضانات والجفاف.

المصدر: وكالات