مخازن النفايات السامة وتغير المناخ

Oct 07, 2024

من بين قائمة الكوارث التي خلُفها إعصار هيلين أن موجة عاتية غمرت محطة كهرباء نووية خارج الخدمة في فلوريدا. وفي حين أن المواد المشعة بها لم تزل مُؤَمّنة، إلا أن أحد أحواض المياه الملوّثة بالمخلّفات الصناعية فيها قد فاض وسط الفيضانات. هذه الكارثة تُذكرنا، مثل كوارث كثيرة غيرها، بأن كيفية تعاملنا مع مخلّفاتنا الصناعية مسألة يتحدّد شكلها الآن بتغير المناخ.

كما أن الدمار المذهل الذي خلّفه إعصار هيلين في غرب كارولينا الشمالية، وهو مكان معتدل وجبلي يبعد مئات الأميال عن الساحل، يُبدّد فكرة وجود ملاذات آمنة من طقس أشدّ عنفا سينفلت من عقاله مع استمرار تغير المناخ.

ولذلك آثار بعيدة المدى على موضوع لا يفكر فيه معظمنا، وهو إدارة النفايات، إذ نتوقع أن تكون النفايات المشعة محتجزة في أماكن بعيدة إلى الأبد، وكذلك مخلّفات الإنتاج في صناعة التعدين أو الرماد المتخلف عن عمل الأفران، حيث يجب ضمان الحماية الدائمة من احتمال تسرّب العناصر السامة أو انهيار السدود.

إن أحد التهديدات الواضحة يتعلق بارتفاع وتيرة هطول الأمطار الشديدة، والتي يمكن أن تزيد من تشبّع هياكل السدود بالماء، ما قد يؤدي إلى انهيارها، أو تساهم في فيضان برك المخلّفات.

وتهديد آخر هو ذوبان التربة الصقيعية، الذي قد يزعزع استقرار البنى التحتية من جميع الأنواع، فقد قدّرت دراسة نُشرت العام الماضي في مجلة نيتشر أن هناك 4500 موقع صناعي يتعامل مع أو يختزن مواد ملوّثة منتشرة في أجزاء القطب الشمالي التي تُهيمن عليها التربة الصقيعية، إلى جانب ما يصل إلى 20000 موقع ملوّث، كثير منها معرّض للخطر مع تسارع ذوبان الجليد هذا القرن.

كما تُعد حرائق الغابات تهديدا آخر سيزيد اشتعالا بسبب تغير المناخ، ففي مارس الماضي، أجبرت حرائق الغابات في تكساس موقعا لصناعة الأسلحة النووية وتفكيكها، بالإضافة إلى تخزين المواد النووية، على الإغلاق المؤقت.

ولا تزال الولايات المتحدة تفتقر إلى مرفق تخزين مركزي للنفايات المشعة عالية المستوى، على الرغم من تخصيص جبل يوكا في نيفادا لهذا الدور قبل ما يقرب من أربعة عقود.

ويُذكرنا الموقع النووي القديم الذي غمرته المياه في فلوريدا والمعركة الدائرة حول سدّ في ألاسكا بأننا، في وضعنا الراهن، لا نستثمر دائما ما يكفي من الوقت والمال في ضمان قدرة هذه البنية التحتية على التعامل مع ما تُلقيه التغيرات المناخية عليها على المدى الطويل.

بقلم: ليام دينينج – بلومبرغ