تزايد مساحة الغطاء النباتي في أنتاركتيكا جرّاء تغير المناخ

Oct 05, 2024

ارتفعت مساحة الغطاء النباتي في شبه جزيرة أنتاركتيكا، إذ أظهر تحليل بيانات الأقمار الصناعية أن الغطاء النباتي زاد بأكثر من عشرة أضعاف خلال العقود القليلة الماضية مع ارتفاع درجة حرارة القارة الجليدية بسبب تغير المناخ.

وحذّرت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة نيتشر جيوساينس، من أن ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل، والذي سيستمر حتى تتوقف انبعاثات الكربون، قد يجلب تغييرات جوهرية في بيولوجيا ومناظر هذه المنطقة.

وأظهر تحليل بيانات الأقمار الصناعية أن الغطاء النباتي كان أقل من كيلومتر مربع واحد في عام 1986، ولكن بحلول عام 2021 كان هناك ما يقرب من 12 كيلومترا مربعا من الغطاء الأخضر، حيث وجد الباحثون أن انتشار النباتات، ومعظمها من الطحالب، تسارع منذ عام 2016، مع انخفاض ملحوظ في مساحة الجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية.

ويُعد نمو الغطاء النباتي في قارة يُهيمن عليها الجليد والصخور العارية علامة على وصول الاحتباس الحراري العالمي إلى القارة القطبية الجنوبية، التي ترتفع درجة حرارتها بشكل أسرع من المتوسط ​​العالمي، فيما يُحذر العلماء من أن هذا الانتشار قد يوفر موطئ قدم للأنواع الغازية الغريبة في النظام البيئي في أنتاركتيكا.

وقال توماس رولاند، من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، والمشارك في إعداد الدراسة، إن ”المناظر الطبيعية في القارة القطبية الجنوبية لا تزال تُهيمن عليها الثلوج والجليد والصخور بالكامل تقريبا، مع وجود جزء صغير فقط من الحياة النباتية“، مضيفًا ”لكن هذا الجزء الضئيل نما بشكل كبير، ما يدل على أن هذه المنطقة الشاسعة والمعزولة تتأثر بتغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية“.

وقال الباحثون إن ارتفاع درجة حرارة البحار المفتوحة ربما يؤدي إلى ظروف أكثر رطوبة تساعد على نمو النباتات، إذ يمكن للطحالب أن تستعمر الصخور العارية وتُشكل أساس التربة التي قد تسمح، إلى جانب الظروف الجوية الأكثر اعتدالا، بنمو نباتات أخرى.

وقال أولي بارتليت، من جامعة هيرتفوردشاير، والمشارك في إعداد الدراسة، إن ”التربة في القارة القطبية الجنوبية فقيرة أو غير موجودة في الغالب، ولكن هذه الزيادة في الحياة النباتية ستضيف مادة عضوية وتُسهل تكوين التربة، وهذا يزيد من خطر وصول الأنواع غير الأصلية والغزوية، والتي ربما يحملها السياح البيئيون أو العلماء أو غيرهم من الزوار إلى القارة“.

يُذكر أن دراسة أخرى، أُجريت عام 2022، أظهرت أن نباتين مُزهِرين أصليَّين في القارة القطبية الجنوبية ينتشران في جزيرة سيجني، إلى الشمال من شبه جزيرة أنتاركتيكا.

المصدر: مجلة نيتشر جيوساينس