الاحتباس الحراري يُهدد بزيادة فواتير الغذاء عالميا

Oct 01, 2024

تعمل موجات الجفاف والأمطار الغزيرة والحرائق من آسيا إلى الأميركتين على تأجيج المخاوف بشأن حصاد المحاصيل، ما يدفع أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى الارتفاع.

ويتجه مؤشر بلومبرغ الزراعي، والذي يشمل 9 منتجات رئيسية، إلى تحقيق مكسب شهري بنحو 7%، وهو الأكبر منذ أن أدّت الحرب الروسية الأوكرانية إلى ارتفاع الأسعار في أوائل عام 2022.

وفي حين أنه لا يزال بعيدا عن ذروة ذلك العام، إلا أن الارتفاع يأتي في الوقت الذي تكافح فيه المزارع من البرازيل إلى فيتنام وأستراليا الفيضانات والطقس الجاف للغاية، ما يُهدد السّكر والحبوب والقهوة.

وقال مايكل وايتهايد، رئيس قسم رؤى الأعمال الزراعية في شركة أي.أن.زد غروب هولدينغز، ”لقد شهدنا مؤخرا تلاقي ظروف جوية سيئة دفعت الأسعار إلى الارتفاع، إذ أن عدم اليقين بشأن العرض يعني أن المشترين على استعداد لدفع المزيد“.

ويُمثل هذا تحوّلا عن وقت سابق من هذا العام عندما كانت أسعار المواد الغذائية تحت السيطرة إلى حد كبير من خلال العرض الصحي والطلب المتراجع في الأسواق الرئيسية مثل الصين.

ويتتبع المؤشر الزراعي لبلومبرغ المواد الأساسية المستخدمة في تغذية المواشي وتحلية المشروبات والمعجنات والخبز.

وارتفعت المحاصيل الأقل تداولا، مثل الكاكاو الضرورية لصانعي الشوكولاتة، في عام 2024 بعد النقص في غرب إفريقيا، وأدّت الاضطرابات الجوية إلى ارتفاع تكاليف الخضروات في بعض البلدان.

كما ارتفعت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو خلال سبتمبر المنصرم، وسط مخاوف لدى كبار المصدرين من أن سوء الأحوال الجوية قد يزيد من الضغط على المخزونات العالمية، التي تتجه بالفعل إلى أدنى مستوى لها في 9 سنوات.

وواجهت الحقول الأسترالية تهديدات من الجفاف والصقيع، كما أن نقص الأمطار في منطقة البحر الأسود يُقيد زراعة محصول العام المقبل.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تُسجل العقود الآجلة لفول الصويا أكبر مكسب شهري في عامين، حيث تكافح البرازيل، أكبر منتج لفول الصويا، أسوأ جفاف منذ عقود. كما اندلعت حرائق في حقول قصب السّكر في البلاد، ما دفع العقود الآجلة إلى الارتفاع بنحو 17%.

وارتفعت أسعار قهوة أرابيكا إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2011، حيث أثّر سوء الأحوال الجوية هناك على الأشجار خلال فترة الإزهار، كما تأثّرت أصناف قهوة روبوستا بالطقس السيء، وهو ما جعلها الآن باهظة الثمن، إذ أدّى الجفاف في حزام القهوة في فيتنام، والذي أعقبه هطول أمطار غزيرة مع اقتراب الحصاد، إلى الإضرار بالإنتاج في أكبر المزارع.

وفي أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا تتقلّص إمدادات زيت النخيل مع تقدم الأشجار في العمر، ما يدفع العقود الآجلة إلى أعلى مستوى لها في 5 أشهر.

وذكر محلّلون في جي.بي مورغان تشيس آند كو، في تقرير الأسبوع الماضي، أن الجفاف في معظم أنحاء شمال ووسط البرازيل من المرجّح أن يستمر في تهديد المحاصيل الزراعية.

وبالإضافة إلى ذلك، يُراقب التجار التوترات في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأسود وكيف تُؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة مطلع نوفمبر القادم على العلاقات التجارية مع الصين، بحسب وايتهايد.

وأضاف وايتهايد أن ”هناك درجة معقولة من التقلّبات لا تغفو عنها الأسواق، التي حافظت على عين واحدة على السماء والعين الأخرى على السياسة“.

المصدر: بلومبرغ