كيف يؤثر تغير المناخ على صحة القلب؟

Sep 30, 2024

يُعد تغير المناخ أحد أكثر الأسباب المقلقة حول تأثيره على صحة القلب، إذ أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية والأحداث الجوية المتطرفة والنظم البيئية المتغيّرة تفرض ضغوطا هائلة على أنظمة القلب والأوعية الدموية.

ويزيد تغير المناخ من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى. ومع تكثيف موجات الحرّ وانتشار الأمراض، أصبحت العلاقة بين تغير المناخ وصحة القلب مهمة للغاية.

الإجهاد الحراري

إن أحد أكثر الطرق المباشرة التي يؤثر بها تغير المناخ على صحة القلب هو التعرّض المتزايد للحرارة الشديدة. ووفقا للدراسات، فقد أصبحت موجات الحرارة أكثر شيوعا، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الجهاز القلبي الوعائي، فعندما ترتفع درجات الحرارة يُحاول الجسم تبريد نفسه عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة إنتاج العرق، وهذه العملية تُجبر القلب على العمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارة داخلية مستقرّة.

ويمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ إلى حالة تُعرف باسم الإجهاد الحراري، حيث يُكافح الجسم لتبريد نفسه، فعندما ترتفع درجات الحرارة تسترخي الأوعية الدموية وتتّسع لإطلاق الحرارة، ما يُجبر القلب على ضخّ الدم بقوة أكبر، وهذا يزيد من الضغط على الجهاز القلبي الوعائي، خاصة لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب، وهذا يجعل الأفراد الذين يعانون من حالات قلبية سابقة أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وضربات الشمس وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية أثناء موجات الحرّ.

وتوصلت دراسة حديثة إلى أن كل ارتفاع في درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية، خاصة بين كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض القلب، وهذا مصدر قلق متزايد مع استمرار تأثير تغير المناخ في زيادة وتيرة وشدّة موجات الحرّ.

ضربة الشمس ومخاطر القلب

ومن بين القضايا الرئيسية الأخرى الناجمة عن الحرارة الشديدة زيادة خطر الإصابة بضربة الشمس، وهي شكل حادّ من أشكال مرض الحرارة الذي يحدث عندما يعجز الجسم عن التبريد بكفاءة، ويمكن أن تؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي، ما يُسبب الارتباك أو النوبات أو حتى الغيبوبة. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو أولئك الذين أُصيبوا بنوبة قلبية سابقة، فإن ضربة الشمس تُشكل خطورة خاصة عليهم.

وفي دراسة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية، وجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة الشديد يرتبط بزيادة حالات دخول المستشفيات والوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يؤدي الجمع بين الحرارة المفرطة والجفاف إلى زيادة كثافة الدم، ما يجعل من الصعب على القلب أن يعمل بشكل صحيح، ويؤدي هذا إلى مضاعفات خطيرة، خاصة للأفراد الذين يعانون بالفعل من ضعف وظائف القلب.

الأمراض المنقولة بالحشرات وصحة القلب

كما أن تغير المناخ يساعد في انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات، مثل الملاريا وحمى الضنك، إذ تنتقل هذه الأمراض عن طريق البعوض وغيره من الحشرات الناقلة إلى مناطق جديدة مع ارتفاع درجات الحرارة، والتي يمكن أن تؤثر على عدد خلايا الدم والاستجابات المناعية، وتؤدي إلى الجفاف وزيادة إجهاد القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وبالنسبة لمرضى القلب، يمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى تفاقم الحالات الموجودة من خلال وضع ضغط إضافي على الجهاز القلبي الوعائي، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تُسبب الملاريا فقر الدم، ما يُجبر القلب على العمل بجهد أكبر لتوصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وهذا الضغط الإضافي يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من الأمراض القلبية الوعائية.

الوقاية

يُمكن للأفراد وأنظمة الرعاية الصحية اتخاذ خطوات للتخفيف من تأثير تغير المناخ على صحة القلب، وذلك بالحفاظ على رطوبة الجسم، وتجنّب المجهود البدني المفرط أثناء موجات الحرّ، وطلب المشورة الطبية في وقت مبكر للحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

المصدر: وكالات