تغير المناخ يرفع معدل هطول الأمطار في أوروبا سبعة أضعاف

Sep 29, 2024

أكّد عدد من العلماء أن الفيضانات العارمة التي اجتاحت وسط أوروبا مؤخرا كانت ناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة، الذي تضاعف احتمال حدوثه بسبب تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

وذكرت وسائل إعلام أوروبية أن باحثين من شبكة إسناد الطقس العالمي أجروا تحليلا سريعا سلّطوا خلاله الضوء على تأثير تغير المناخ في هطول الأمطار الغزيرة التي تسبّبت في حدوث الفيضانات المدمّرة.

وقالت جويس كيموتاي، الباحثة في معهد جرانثام في إمبريال كوليدج لندن، إن ”مؤشرات التغير المناخي وصلت إلى مستويات قياسية في 2023، وتُسلط هذه الفيضانات مجدّدا الضوء على النتائج المدمّرة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري“.

وأضافت كيموتاي أنه ”إلى أن يتم استبدال النفط والغاز والفحم بمصادر الطاقة المتجددة، فإن الأعاصير والعواصف، مثل بوريس، ستؤدي إلى هطول الأمطار الغزيرة، ما يؤدي إلى حدوث الفيضانات التي لها تداعيات كارثية على الاقتصاد“.

وكشف باحثو شبكة إسناد الطقس العالمي أن الأيام الأربعة التى شهدت هطول الأمطار، الناجمة عن العاصفة بوريس، كانت الأكثر غزارة على الإطلاق في أوروبا الوسطى، كما غطّت مياه الأمطار مساحة كبيرة بشكل استثنائي، متجاوزة تلك التى غمرتها الفيضانات التاريخية في عامي 1997 و2002.

وأوضح العلماء أن التقاء الهواء البارد من جبال الألب والهواء الدافئ جدا القادم من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ساهم في تكوين العاصفة بوريس، ما أدّى إلى هطول أمطار غزيرة على مساحة كبيرة جدا من الأرض، مشيرين إلى أن تغير المناخ جعل العاصفة أكثر شدّة، وزاد من احتمال وقوعها.

وباستخدام عمليات رصد الطقس والنماذج المناخية، وجد الباحثون أن تغير المناخ زاد من احتمالية هطول الأمطار الغزيرة على مدى أربعة أيام بمقدار مرتين على الأقل، كما زاد معدل الهطول بمقدار سبعة أضعاف.

وفي حال وصول الاحتباس الحراري العالمي إلى درجتين مئويتين، فإن العواصف المماثلة ستؤدي إلى هطول ما لا يقل عن 5% من الأمطار الغزيرة، وسيرتفع احتمال حدوثها بشكل متكرر بنسبة 50%.

وتتزايد تكلفة الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة في أوروبا، حيث قدّرت شركات التأمين أن الأضرار الناجمة عن الفيضانات الأخيرة قد تصل إلى مليار يورو.

المصدر: شبكة إسناد الطقس العالمي