تزايد تحمض المحيطات والعالم يتجاوز 7 عتبات من أصل 9

Sep 28, 2024

مع تزايد تحمّض المحيطات، يستعد الكوكب لعبور عتبة إنذار جديدة تُساهم في التأثير على استقرار الأرض وقدرتها على الصمود وصلاحيتها للسكن، وفقا لتقييم صحة الكوكب، الصادر عن معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ.

وقبل خمسة عشر عاما، حدّد العلماء 9 ”حدود كوكبية“، وهي عتبات مادية لا ينبغي للبشرية أن تتجاوزها إذا ما أرادت البقاء في وضع آمن.

وتحت تأثير النشاطات البشرية، تم تجاوز 6 من هذه العتبات في السنوات الأخيرة. ووفقا للتقييم الجديد، فإن تجاوز الحدّ الـ7، وهو تحمّض المحيطات، بات متوقعا في المستقبل القريب.

وتتعلّق العتبات الـ6 التي تم تجاوزها على نطاق واسع بتغير المناخ، وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، وكمية المواد الكيميائية الاصطناعية (بما في ذلك المواد البلاستيكية)، وندرة المياه العذبة وتوازن دورة النيتروجين (المدخلات الزراعية). ويستمر الوضع على هذا الصعيد في التدهور، وفقا لتقييم صحة الكوكب الذي سيُحدّث كل عام.

وفي ما يتعلّق بالتحمّض، يرتبط ذلك بامتصاص المحيطات ثاني أكسيد الكربون، فبينما تستمر انبعاثات الكربون في الزيادة، تشهد مياه البحر انخفاضا في الرقم الهيدروجيني لها، ما يجعلها ضارّة للكثير من الكائنات الحية (كالشعاب المرجانية والأصداف والعوالق)، وفي نهاية المطاف للسلسلة الغذائية البحرية بأكملها، وهي ظاهرة تؤدي بدورها إلى تقليل القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

وأوضح بوريس ساكشويسكي، المعد الرئيسي لتقييم صحة الكوكب، ”حتى لو خُفضت الانبعاثات سريعا، فقد لا يمكن تجنّب مستوى معين من التحمّض المستمر بسبب ثاني أكسيد الكربون المنبعث وزمن استجابة نظام المحيطات“، مضيفا ”لذلك، فإن تجاوز الحدّ لتحمّض المحيطات يبدو أمرا لا مفر منه في السنوات المقبلة“.

ولم يتبق من الحدود التي لا تزال دون عتبة الإنذار سوى حالة طبقة الأوزون (الحدّ الـ8) التي بدأت تتعافى منذ حظر المواد الضارّة في العام 1987، ويُشير التقييم إلى أن هذا التعافي سيستغرق بضعة عقود أخرى.

وأخيرا الحدّ الـ9، وهو تركيز الجزيئات الدقيقة في الغلاف الجوي، والذي يقترب من عتبة الإنذار، لكنه يُظهر علامات تحسن بفضل التدابير المتخذة في بعض البلدان لتحسين نوعية الهواء. ومع ذلك، يُحذر الباحثون من خطر التدهور في الدول ذات التحوّل الصناعي السريع.

وكلما يتم تجاوز عدد كبير من الحدود، يزيد خطر تقويض وظائف دعم الحياة على الأرض بشكل دائم، ورؤية نقاط تحوّل لا رجعة فيها، بحسب التقييم.

وفي حين أن هذه العمليات البيئية الـ9 مترابطة، فإن معالجة واحدة منها تتطلب معالجة الكل، ما يُؤكد ضرورة اعتماد نهج شامل للتقدم المستدام.

المصدر: الغارديان