بطء تحديد أهداف مكافحة أزمة المناخ يُقوض جهود التحول الأخضر

Sep 27, 2024

تتزايد خشية خبراء المنظمات المعنية بالمناخ من أن البطء في تحديد خارطة طريق لمكافحة الاحتباس الحراري ووضع أهداف للانبعاثات الصفرية قد يُقوض جهود العالم للتحوّل الأخضر وفق قواعد واتفاقات تم التعهد بها على مستوى الدول.

وتُعد أحدث دراسة تتطرق إلى هذه المسألة الحساسة بمثابة جرس تحذير آخر من أن الطريق لا يزال طويلا للغاية من أجل إثبات أن وعود الحكومات ليست دائما تُحقق غاياتها إذا لم تكن ثمّة عزيمة وإصرار للتصدي لهذه المشكلة العالمية بشكل جماعي ومنسّق.

وأظهر مسح سنوي لقياس التقدم العالمي في مكافحة تغير المناخ الكارثي أن أكثر من 40% من الشركات الكبرى والمدن والمناطق لم تُحدد بعدُ أيّ أهداف لخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري العالمي.

وقالت مجموعات بحثية بجامعة أكسفورد إنه في حين أصدرت المزيد من الحكومات والشركات تعهدات بالصفر الصافي منذ العام الماضي، فقد تحوّل انتباهها بشكل أكبر بسبب الحروب والانتخابات والتحديات الاقتصادية، وهو ما ترك ”فجوة التزام“ كبيرة.

وأشار الباحثون في دراستهم إلى أنه مع استعداد البلدان لتقديم أهداف مناخية جديدة لعام 2035 للأمم المتحدة، يُكافح صنّاع السياسات ومجالس إدارة الشركات لترجمة الأهداف طويلة الأجل إلى عمل ملموس، مع افتقار خطط الانتقال إلى القوة والتفاصيل.

وقال جون لانج، الذي يرأس وحدة الطاقة واستخبارات المناخ في منظمة نيت زيرو تراكر المعنية بالبيئة والمناخ، إن ”الموضوع المشترك في هذه الدراسة هو الافتقار المستمر إلى النزاهة في جميع المجالات“.

ونظرت الدراسة في التزامات وخطط عمل تتعلّق بصافي صفر انبعاثات من 198 دولة و706 مناطق فرعية و1186 مدينة، ونحو ألفي شركة مدرجة في مختلف البورصات على مستوى العالم.

وخلص الباحثون إلى أنه في حين قدم 1750 كيانا أكثر من أربعة آلاف تعهدات رسمية بصافي الصفر، فإن ما يقرب من 1700 لم تحدد أهدافا من أيّ نوع.

ومن بين الشركات المدرجة، حدّد ما يقرب من 60% أهدافا لصافي الصفر، بزيادة قدرها 23% عن العام الماضي، مع ارتفاع كبير في التعهدات من آسيا.

وفي حين يبلغ إجمالي الإيرادات السنوية للشركات الخاصة التي لديها أهداف صافي انبعاثات صفرية 2.2 تريليون دولار، فإن إجمالي الإيرادات للشركات الخاصة التي لا تتخذ أي تدابير تخفيفية يبلغ 1.7 تريليون دولار.

وبالنسبة إلى الشركات التي لا تتخذ أهدافا لمسح بصمتها الكربونية بالكامل، يصل إجمالي الإيرادات إلى نحو 2.8 تريليون دولار، بحسب الدراسة.

وانخفض العدد الإجمالي للشركات التي ليست لديها أهداف للانبعاثات إلى 495، من 734 العام الماضي، والتي تشمل شركات تصنيع السيارات الكهربائية مثل تسلا وبي.واي.دي وشركات لألعاب الفيديو مثل ناينتيندو، بحسب منظمة نيت زيرو تراكر.

واستشهدت الدراسة بكوستاريكا وفولفو وألفابت مالكة غوغل كأمثلة على ”الممارسة الجيدة“ عندما يتعلق الأمر بتنفيذ تعهدات صافي الصفر.

ومع ذلك، فإن 5% فقط من المناطق والمدن والشركات استوفت جميع معايير منظمة نيت زيرو تراكر الخاصة بـ”المتانة“، والتي تشمل وجود خطط مفصلة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وفقا للدراسة.

وفشل حوالي نصف المناطق والمدن والشركات في تحديد أهداف للغازات المسبّبة للانحباس الحراري غير ثاني أكسيد الكربون مثل الميثان، كما لم تنجح الكثير من الشركات في حساب الانبعاثات عبر سلاسل القيمة بأكملها أو توضيح مقدار اعتمادها على التعويضات لتحقيق الأهداف.

وخلص الباحثون إلى أن التقنيات موجودة لمضاعفة مستويات الطموح المناخي الحالية ثلاث مرات، والجولة التالية من المساهمات المحددة وطنيا المقدمة إلى الأمم المتحدة تحتاج إلى تقديم المزيد من التفاصيل حول كيفية تنفيذ الأهداف.

وقالت كاثرين ماكينا، وزيرة البيئة الكندية السابقة التي ترأس مجموعة خبراء الأمم المتحدة المعنية بالتزامات صافي الانبعاثات الصفري، ”لقد تحقق بعض التقدم الجيد، لكننا بحاجة إلى المزيد“.

المصدر: جامعة أكسفورد