ازدياد وتيرة موجات الجفاف السريعة والمفاجئة

Sep 19, 2024

حذّرت دراسة علمية جديدة من ازدياد وتيرة موجات الجفاف السريعة والمفاجئة بفعل تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.

وموجات الجفاف السريعة حالات مناخية يصعب توقّعها أو التكيّف معها، إذ يُعتبر الجفاف عموما ظاهرة طويلة الأمد، لكنه قد يظهر في بعض الحالات فجأة، وفي غضون أسابيع قليلة.

وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر، حلّل الباحثون بيانات تمتد لأكثر من 60 عاما (1951 – 2014)، تجمع بين عمليات مراقبة أُجريت عبر الأقمار الاصطناعية، وبيانات من الأرض بشأن رطوبة التربة.

وقال شينج يوان، الأستاذ في جامعة نانجينج الصينية لعلوم المعلومات والتكنولوجيا، والمعد الرئيسي للدراسة، إن ”موجات الجفاف السريعة آخذة في الازدياد، خصوصا في أوروبا، وشمال آسيا وشرقها، ومنطقة الساحل الإفريقي، وعلى السواحل الغربية لأميركا الجنوبية“.

وشدّد يوان على أن ”هذه الظواهر خطرة بسبب ظهورها السريع، ولكونها لا تترك وقتا كافيا للاستعداد من خلال اتخاذ بعض الإجراءات، مثل ترشيد الموارد المائية“.

وأظهرت الدراسة أيضا أن وتيرة حالات الجفاف التقليدية زادت بدورها في معظم المناطق، كما أنها تميل إلى الحدوث بسرعة أكبر.

وأوضح يوان أنه رغم ذلك، فإن ”ثمّة انتقال حقيقي من الجفاف البطيء إلى الجفاف السريع، كما تضع موجات الجفاف المفاجئة النظم البيئية في خطر، إذ لا يكون للغطاء النباتي الوقت الكافي للتكيّف“، قائلا ”نعتقد أن خفض الانبعاثات يمكن أن يُبطئ هذا التحوّل إلى مزيد من موجات الجفاف السريعة“.

كما درس الباحثون تأثير سيناريوهات مختلفة لانبعاثات الغازات الدفيئة على حالات الجفاف السريع مستقبلا، بناء على النماذج المناخية.

وقال ديفيد ووكر، الباحث في جامعة فاخينينجن في هولندا، إن تحذير معدّي الدراسة يجب أن يُؤخذ على محمل الجدّ، مشيرا إلى أن ”المناطق المتأثّرة بشكل خاص بالجفاف السريع تقع بنسبة كبيرة في بلدان منخفضة الدخل، حيث يفتقر السكّان إلى الموارد اللازمة لمواجهة هذه الأحداث المناخية المتطرفة“.

ولفت ووكر إلى أن خرائط الجفاف تُنشر غالبا مرة واحدة شهريا، قائلا ”هناك حاجة إلى طرق للكشف عن الجفاف تعمل على فترات زمنية أقصر“.

وظهر مفهوم الجفاف السريع في بداية القرن الـ21، لكنه حَظي باهتمام أكبر منذ جفاف صيف 2012 في الولايات المتحدة، والذي حلّ بسرعة كبيرة، وتسبّب في خسائر اقتصادية تزيد عن 30 مليار دولار.

ومع ذلك، فإن الاحترار المناخي يُسرع في حدوث الجفاف السريع، إذ أن انحباس الأمطار في مناطق معينة وزيادة التبخر بفعل ارتفاع درجات الحرارة يميلان إلى تجفيف التربة بسرعة أكبر.

المصدر: مجلة نيتشر