العلاقة بين البراكين والغطاء النباتي وتأثيرها على تغير مناخ الأرض

Sep 10, 2024

شهدت الأرض، خلال عمرها البالغ 4.5 مليار سنة وفقا لتقدير علماء الأرض، العديد من الانفجارات البركانية الشديدة التي أطلقت كميات هائلة من الكربون في الغلاف الجوي والمحيطات، ما أدّى إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب وحدوث انقراضات جماعية على فترات متقطعة.

وقدم علماء الأرض والبيئة، من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيورخ، دراسة جديدة، نُشرت في دورية ساينس، حول كيفية استجابة الغطاء النباتي وتطوّره للتحوّلات المناخية الكبيرة، وكيف يُؤثر ذلك على النظام الطبيعي في تنظيم الكربون والمناخ للأرض.

وعمل الباحثون على التحليل الجيوكيميائي للنظائر الموجودة في الرواسب، ثم قارنوها بنموذج مخصص يشمل دور النباتات في تنظيم نِسَب الكربون والمناخ، وذلك لاختبار كيفية استجابة الأرض للكميات الكثيفة من الكربون الناتجة عن النشاط البركاني في سيناريوهات مختلفة.

كما درسوا 3 تحوّلات مناخية مهمة في التاريخ الجيولوجي للأرض، بما في ذلك حادثة ”مصاطب سيبيريا“ التي تسبّبت في انقراض جماعي في العصر البرمي – الثلاثي قبل حوالي 252 مليون سنة.

وشهدت تلك الحادثة اندلاع بركان ضخم أطلق نحو 40 ألف غيغا طن من الكربون خلال 200 ألف عام، ما تسبّب في زيادة متوسط درجة حرارة الكوكب بين 5 إلى 10 درجات مئوية، وفقا للسجل الجيولوجي.

وقد استغرق تعافي الغطاء النباتي من الحادثة عدة ملايين من السنوات، ولم يكن نظام تنظيم الكربون والمناخ على الأرض في أحسن أحواله، وتوصّل الباحثون إلى أن آلية التعافي تَكمن في سرعة عودة الكربون المنبعث إلى باطن الأرض مجددا، وذلك وفق العملية الجيولوجية ضمن دورة الكربون والمعروفة بـ”التجوية المعدنية السيليكاتية“، إذ يعمل العديد من المعادن على تفكيك روابط مركبات الكربون وإزالته من الغلاف الجوي، ويشارك في هذه العمليات الغطاء النباتي كذلك بشكل فعّال.

ويعتمد الوقت الذي يستغرقه المناخ للوصول إلى حالة توازن جديدة على مدى سرعة تكيّف النباتات مع ارتفاع درجات الحرارة، غير أن ثمّة حوادث مناخية شديدة لا تُعطي النباتات أيّ فرصة للتكيّف، لتلقى حتفها تاركة بصمات وتأثيرات جيوكيميائية على المناخ لآلاف وربما ملايين السنوات.

أما في الوقت الحاضر، فقد وجدت الدراسة أن معدل ما يُسببه الإنسان من الغازات الدفيئة والانبعاثات الضارّة تتجاوز ما أنتجه اندلاع أي بركان سابق، علاوة على عمليات إزالة الغابات الجائرة، وهو ما يُشكل تهديدات حقيقية على قدرة الغطاء النباتي على التعافي مستقبلا، وقدرته على تنظيم دورة الكربون في المناخ، ما ينتج عن ذلك كله استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

المصدر: دورية ساينس