كاكاو اصطناعي لتلبية الطلب على الشوكولاتة وضمان استدامته

Sep 08, 2024

في ظلّ تأثير تغير المناخ على زراعة الكاكاو وتزايد الطلب على الشوكولاتة، تسعى الشركات إلى تطوير كاكاو اصطناعي عبر زراعته في خلايا نباتية أو باستخدام مكونات أخرى لتلبية الطلب وضمان استدامته.

وتزرع كاليفورنيا كالتشرد، وهي شركة لزراعة الخلايا النباتية، الكاكاو في مزارع للخلايا بمنشأة تقع في غرب مدينة ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا، حيث تضع خلايا حبوب الكاكاو في وعاء يتضمن سكرا محلولا في الماء، فتتكاثر سريعا وتبلغ مرحلة النضج في غضون أسبوع بدلا من الأشهر الستة إلى الثمانية التي يستغرقها الحصاد التقليدي، بحسب ألان بيرلشتاين، الرئيس التنفيذي للشركة.

وقال بيرلشتاين إن ”الطلب على الشوكولاتة يفوق بدرجة كبيرة ما سيكون متاحا من حبوب الكاكاو، ولا توجد طريقة أخرى لزيادة إمدادات الكاكاو أو يُبقيها عند مستويات معقولة من دون تدهور بيئي واسع النطاق أو بعض الكلف الأخرى الباهظة“.

وتنمو أشجار الكاكاو عند ما يقارب 20 درجة إلى الشمال والجنوب من خط الاستواء في المناطق ذات المناخ الدافئ والأمطار الوفيرة، بما في ذلك غرب إفريقيا وأميركا الجنوبية، ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى جفاف الأرض في ظلّ الحرارة الإضافية، ما يحثّ العلماء ورواد الأعمال للبحث عن طرق لزراعة الكاكاو وجعل المحصول أكثر مرونة ومقاومة للآفات.

وتُعد سوق الشوكولاتة سوقا ضخمة، إذ تجاوزت المبيعات في الولايات المتحدة 25 مليار دولار عام 2023، بحسب الجمعية الوطنية للحلوانيين. ويُراهن رواد أعمال كُثر على نمو الطلب بصورة أسرع من المعروض من الكاكاو، وتبحث الشركات في تعزيز العرض بواسطة الكاكاو الذي يعتمد على خلايا نباتية أو عرض بدائل مصنوعة من الشوفان والخروب تُحمص وتُنَكه لإنتاج طعم الشوكولاتة قبل استخدامها في صنع الرقائق أو الحشوات.

وقفز سعر الكاكاو في وقت سابق من هذا العام بسبب الطلب والمشكلات التي واجهت المحصول في غرب إفريقيا، التي تنتج الجزء الأكبر من الكاكاو في العالم، حيث انتشرت آفات وحلّت تغيرات في الطقس.

وقالت كارلا مارتن، المديرة التنفيذية لمعهد الكاكاو الفاخر والشوكولاتة الفاخرة، والمحاضرة في الدراسات الإفريقية والأميركية في جامعة هارفرد، إن ”هذا كله يُسهم في عدم استقرار محتمل في العرض، لذلك من الجذّاب لهذه الشركات، المتخصصة في الزراعة المخبرية أو في بدائل الكاكاو، التفكير في طرق تُتيح لها أن تستبدل هذا المكون الذي نعرفه بنكهة الشوكولاتة“.

ولفتت مارتن إلى أن الابتكار مدفوع إلى حد كبير بالطلب على الشوكولاتة في الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرة إلى أن ثلاثة أرباع الكاكاو في العالم تُزرع في غرب إفريقيا ووسطها، لكن ما نسبته 4% فقط يُستهلك هناك.

وأكّدت شركة بلانيت أي فودز، التي تقع في مدينة بلانيغ بألمانيا، أن طعم الشوكولاتة في السوق الرئيسة مشتق إلى حدّ كبير من التخمير والتحميص في صنعها، وليس من حبوب الكاكاو نفسها. واختبر مؤسسو الشركة مكونات من الزيتون والأعشاب البحرية، واستقرّوا على مزيج من الشوفان وبذور دوار الشمس كأفضل بديل للشوكولاتة، بحسب جيسيكا كارتش، الناطقة باسم الشركة، وأطلقوا على المنتج اسم ”تشو فيفا“، وهو قابل للتحويل إلى مخبوزات، على حدّ قولها.

وقالت كارتش إن ”الفكرة لا تتمثل في استبدال الشوكولاتة الداكنة العالية الجودة المؤلفة من كاكاو بنسبة 80%، بل في الحقيقة في توافر منتجات مختلفة كثيرة في السوق الرئيسة“.

ومع ذلك، بينما يسعى البعض إلى إنشاء مصادر بديلة وبدائل للكاكاو، يُحاول آخرون تعزيز إمدادات الكاكاو الذي ينمو بصورة طبيعية، إذ تمتلك مارس، الشركة التي تصنع ”أم أند إمز“ و”سنيكرز“، منشأة بحثية في جامعة كاليفورنيا، الواقعة في مدينة ديفيس، تهدف إلى جعل نباتات الكاكاو أكثر مرونة، بحسب جوانا هو، المديرة الأولى لعلوم نبات الكاكاو في الشركة، حيث تستضيف الشركة مجموعة من أشجار الكاكاو المزروعة في بيئة شبيهة ببيئتها الطبيعية حتى يتمكن العلماء من دراسة ما يجعلها مقاومة للآفات، وذلك بغرض مساعدة المزارعين في البلدان المنتجة وضمان إمدادات مستقرة من الحبوب.

وتُخطط شركة كاليفورنيا كالتشرد للحصول على إذن من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتسمية منتجها بالشوكولاتة المُخمرة أو الشوكولاتة المُحلَّية، بحسب بيرلشتاين، الذي وصف المنتج بأنه ”شوكولاتة بكل ما للكلمة من معنى، إذ أنه متطابق وراثيا مع الكاكاو على الرغم من عدم حصاده من شجرة“، على حد تعبيره.

المصدر: إندبندنت