مع تضاعف النفايات البلاستيكية المتوقع بحلول 2060، قد تكون العبوات الورقية هي الحل المنقذ لكوكب الأرض، إذ تُظهر تقديرات مؤسسة ”إلين ماك آرثر“ أن العبوات الورقية ذات الاستخدام الواحد تُسهم في تقليل الانبعاثات بنسبة 82% مقارنة بعبوات البلاستيك.

وبالرغم من أن العبوات البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام قد تُقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 69% مقارنة بعبوات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد، إلا أن التأثير يكون أقل من تحويل الاستخدام الأحادي للبلاستيك إلى عبوات ورقية أحادية الاستخدام.

وتُبرز هذه المقارنة كيف أن التغليف البلاستيكي القابل لإعادة الاستخدام ليس هو الحل الأمثل لمشكلة انبعاثات البلاستيك. ورغم أن العبوات الورقية ليست خالية تماما من العيوب، إذ تحوي كمية قليلة من البلاستيك كحاجز حماية، إلا أنها تُسهم بصورة كبيرة في تقليل الانبعاثات مقارنة بعبوات البلاستيك، ومعظمها مصنوع من ألياف الخشب، وهو مورد متجدّد يُساعد في دعم زراعة الغابات والحفاظ عليها.

وفي الوقت نفسه، يُمثل تطوير البنية التحتية اللازمة لاعتماد التغليف البلاستيكي القابل لإعادة الاستخدام تحديا كبيرا، خصوصا في الدول النامية التي تزداد فيها نفايات البلاستيك، فخلال عام 2022، حاولت الهند حظر بعض المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، لكن حجم النفايات البلاستيكية ارتفع منذ ذلك الحين جزئيا بسبب نقص البدائل العملية.

وفي ظلّ تفاقم أزمة البلاستيك، نحتاج إلى دعم الحلول التي تُواكب توجهات المستهلكين والممكن تطبيقها على نطاق واسع لمواجهة التحديات. ورغم أن العبوات الورقية لم تكتسب شعبية واسعة بعد في المملكة المتحدة، إلا أن الورق المقوى (الكرتون) يُستخدم في 75% من عبوات الحليب و59% من عبوات العصائر في الاتحاد الأوروبي.

وهناك أدلة تُشير إلى أن العبوات الورقية قد تكون خيارا مناسبا للمنتجات المنزلية والعناية الشخصية أيضا، ففي دراسة أجرتها شركة إلوباك (Elopak) عام 2023، أبدى أكثر من نصف المتسوّقين في المملكة المتحدة وألمانيا ترحيبهم بفكرة شراء منتجات مثل مسحوق الغسيل وصابون اليدين في عبوات ورقية.

وعلى الشركات أن تكون المحفّز الرئيس لتغيير سلوك المستهلكين نحو خيارات أكثر استدامة، ففي المملكة المتحدة اتخذت متاجر سينزبيري (Sainsbury) خطوة سبّاقة، وفي الدول الاسكندنافية فعلت أوركلا (Orkla) الشيء نفسه، إذ قدمتا منتجات الغسيل في عبوات ورقية منذ عام 2023 و2021 على التوالي.

والهدف هو تشجيع العملاء على تعبئة حاويات دائمة في المنزل بدلا من شراء عبوة بلاستيكية جديدة كل مرة، وهذه الفكرة تبدو جذابة للغاية، إذ وفقا لدراسة إلوباك، سيكون 74% من المتسوّقين داخل المملكة المتحدة سعداء بتبني هذا النموذج.

إن الاستعاضة عن العبوات البلاستيكية بالعبوات الورقية من شأنه أن يؤدي إلى خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتخلّص من النفايات البلاستيكية حول العالم، وإنقاذ كوكب الأرض.