هكذا تؤثر عاداتنا الغذائية على تغير المناخ

Sep 04, 2024

يمكن أن يساهم تغيير عاداتنا الغذائية في التخفيف من حدّة مشكلة تغير المناخ وتأثيراته الكارثية على الحياة على الأرض، إذ أن نظاما غذائيا يعتمد على النباتات أكثر من اللحوم يلعب دورا في خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري المرتبطة بسلاسل إمدادات الغذاء، بحسب دراسة جديدة.

وتُشير نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر كلايمت تشينج (Nature Climate Change)، إلى أن الانبعاثات العالمية الناجمة عن الأنظمة الغذائية يمكن أن تنخفض بنسبة 17% إذا غير الناس خياراتهم الغذائية نحو أنظمة غذائية أكثر اخضرارا.

وبحسب يولي شان، الأستاذ المساعد في كلية الجغرافيا وعلوم البيئة في جامعة برمنغهام البريطانية، والمعد المشارك في الدراسة، فإن المنتجات النباتية تُظهر إمكانات أكبر للحدّ من الانبعاثات مقارنة بالمنتجات الحيوانية.

وأضاف شان ”يجب أن نسعى إلى الحدّ من الإفراط في استهلاك المنتجات كثيفة الانبعاثات في البلدان الغنية، مثل لحوم البقر في أستراليا والولايات المتحدة، خاصة بالنسبة لمجموعات المستهلكين الأثرياء الذين يُفرطون في الاستهلاك، ما سيساعد في تحقيق فوائد صحية ومناخية كبيرة“، مؤكدا أن تقديم الحوافز وتوسيع نطاق توافر المنتجات الأقل كثافة في الانبعاثات مثل الأطعمة النباتية يمكن أن يشجع المستهلكين على إجراء تغييرات غذائية.

وحلّل الباحثون البيانات المتعلقة بعادات استهلاك الغذاء من 139 دولة كوسيلة لمقارنة انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري بسبب إنتاج الغذاء بين هذه البلدان. ولجعل المهمة أكثر قابلية للدراسة، ضيّقوا نطاق المنتجات الغذائية إلى 140 منتجا فقط، ووجدوا أن 56.9% من سكّان العالم يشاركون في ما وصفوه بالإفراط في الاستهلاك، إذ تُشكل اللحوم ومنتجات الألبان جزءا كبيرا من نظامهم الغذائي، مشيرين إلى أنه إذا تحوّل كل هؤلاء المستهلكين المفرطين إلى النظام الغذائي النباتي EAT-Lancet، فيمكن تقليل انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري المرتبطة بإنتاج الغذاء بنسبة 32.4%.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون الحيوانية والدهون المتحوّلة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية مثل أمراض القلب، وأن تربية الحيوانات تُنتج غازات دفيئة أكثر من زراعة الخضروات. لذلك، نصح الباحثون والمدافعون عن البيئة البالغين باستهلاك كميات أقل من اللحوم والمزيد من الخضروات.

ويرى شان أن من الضروري زيادة الكفاءة الزراعية من خلال تدابير مختلفة، مثل تقنيات إدارة المحاصيل والتربة وإدخال أصناف المحاصيل عالية الغلّة. كما يجب زيادة نِسَب المنتجات الغنية بالمغذيات في واردات الأغذية، مع الحدّ من سياسات التجارة التقييدية التي تميل إلى رفع أسعار المواد الغذائية.

المصدر: مجلة نيتشر كلايمت تشينج