السيناريو الأسوأ لارتفاع منسوب البحار غير مرجح إلى حد كبير

Aug 31, 2024

مع تفاقم وقوع الكوارث المناخية مؤخرا بشكل ملحوظ، من حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات إلى موجات الحرّ الطويلة، يبدو أن المستقبل لا يحمل الكثير من الصور المشرقة، خاصة وأن الأمر بات متعلقا بشكل واضح بأزمة تغير المناخ التي أصبحت حديث العامة والخاصة على حد سواء.

ومن النقاط الحاسمة التي تتطرق إليها تداعيات الاحتباس الحراري هي ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يُشكل تهديدا حقيقيا للعديد من المدن الساحلية التي يقطنها أكثر من ملياري شخص. وفي ضوء ذلك، تفتح دراسة جديدة بصيصا من الأمل وتطرح نظرة مختلفة في هذا الجانب.

وتُشير الدراسة، التي أجرتها جامعة دارتموث، إلى أن السيناريو الأسوأ لارتفاع مستوى سطح البحر عالميا مع ذوبان الصفائح الجليدية القطبية غير مرجّح إلى حد كبير، مع تأكيدها أن فقدان الكتلة الجليدية للكوكب يظل مصدر قلق وخطر.

وتُخالف الدراسة، المنشورة في دورية ساينس أدفانسز، التوقعات الصادرة عن التقرير الدوري للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، والتي حذّرت من أن انهيار الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية قد يرفع مستويات سطح البحر إلى درجات أعلى بكثير مما كان متوقعا.

ووفقا للتقرير، فإن مستويات سطح البحر قد ترتفع إلى ضعف ما توقعت به الدراسات السابقة بحلول عام 2100، وإلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2300. ورغم أن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية صنّفت هذا التوقع بأنه ”ضعيف الاحتمال“، فإن هذه القضية أثارت مخاوف العديد من اللجان والمنظمات البيئية، وكذلك على مستوى الحكومات التي تعتمد اقتصاديا بشكل كبير على الموانئ والنقاط الساحلية.

واعتمدت الدراسة الجديدة على آلية افتراضية تُعرف باسم ”غياب استقرار المنحدر الجليدي البحري“، إذ استخدم الباحثون في دراستهم ديناميكيات معقدة للصفائح الجليدية، وركزوا على نهر ثويتس الجليدي في القارة المتجمدة، الذي يُعرف غالبا باسم ”نهر يوم القيامة الجليدي“، بسبب ذوبانه السريع وإمكانية رفع مستوى سطح البحر بشكل كبير عالميا.

وأظهرت نتائج المحاكاة أنه من غير المرجّح أن ينهار نهر ثويتس الجليدي سريعا خلال القرن الحادي والعشرين، رغم إشارة دراسة سابقة هذا العام إلى أن مياه هذا النهر بدأت بالتسرّب تحته قاطعة عدة كيلومترات.

وتُشير الدراسة الجديدة إلى أن النماذج الفيزيائية التي تعتمد عليها التوقعات في تقرير الهيئة الحكومية الدولية قد تكون غير دقيقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار مهمة، إذ يعتمد صناع السياسات وأصحاب النفوذ غالبا على نماذج ”السيناريو الأسوأ“ لاتخاذ القرارات بشأن حماية المجتمعات الساحلية سواء ببناء ”جدران تسونامية“ على حدود الساحل، أو نقل السكان إلى أماكن أكثر أمانا.

وأوضح ماثيو مورلجيم، أستاذ علوم الأرض في جامعة دارتموث، والمعد المشارك في الدراسة، أن الدراسة لا تدّعي أن ذوبان الجليد سيتوقف، أو أن منسوب المياه لن يرتفع، لكنها تُشير إلى ضرورة التعامل بحذر مع التوقعات غير الدقيقة، مع أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول مسألة ارتفاع منسوب المياه وذوبان الجليد.

المصدر: مجلة ساينس أدفانسز