ملابس تعمل على تبريد الجسم بما يصل إلى 8 درجات

Aug 30, 2024

قد يكون قضاء الوقت في الخارج في ظلّ موجة حرّ أمرا مزعجا، وقد يشكل خطرا على الصحة أيضا، ولكن توصّل علماء إلى ابتكار قد يوفر الراحة، وهو عبارة عن ملابس تعمل على تبريد الجسم.

وطوّر الباحثون في جامعة ”ماساتشوستس أمهيرست“ طبقة مرنة مصنوعة بشكل أساسي من الطباشير يمكن إضافتها إلى الأقمشة. وأثناء إجراء الاختبارات في ظلّ حرارة الصيف الحارقة، وجدوا أن الملابس خفّضت درجة الحرارة تحت الملابس بمقدار وصل إلى 8 درجات فهرنهايت مقارنة بحرارة الطقس، وبمقدار وصل إلى 15 درجة مقارنة بالأقمشة غير المُعالَجة.

ويُعد هذا الابتكار واحدا من بين عدد من الجهود المبذولة لتحويل ملابس الأشخاص إلى أدوات مضادة للحرارة الشديدة، والتي تزايدت مع الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري الذي يُسخن الأرض.

وتُعد الحرارة من أكثر أنواع الظواهر المناخية القاسية فتكا، إذ تُسبب الإنهاك الحراري، وضربات الشمس، وهي حالة يفقد خلالها الجسم القدرة على التبريد الذاتي، وقد يكون الأمر مُميتا.

وأفاد الباحثون أنهم يريدون تطوير طريقة لتبريد الأقمشة باستخدام مادة صديقة للبيئة، إذ شكّل الجص التقليدي المصنوع من الحجر الجيري بشكل أساسي، والذي يُستخدم لتبريد المنازل في المناطق الحارّة، مصدرا للإلهام بالنسبة لهم.

وقاموا بتغليف الأقمشة بجزيئات من كربونات الكالسيوم، أي المكوّن الرئيسي في الحجر الجيري والطباشير، ونجحت الطبقة في عكس طاقة الشمس إلى الغلاف الجوي، كما أنها سمحت لحرارة الجسم الطبيعية لمرتديها بالنفاذ.

ولا تُعد أقمشة التبريد اختراعا جديدا، ولكن غالبا ما تضمّنت التصاميم هياكل صلبة، وعمليات تصنيع معقدة، ومكونات كهربائية، ما يجعلها غير مريحة وباهظة الثمن.

ويُعتبر ابتكار الجامعة جزءا من مجموعة متنامية من الأبحاث التي تستكشف بدائل أرخص وأكثر راحة، وقابلة للتطوير بشكل أكبر مع تزايد خطر الحرارة الشديدة حول العالم.

ويهدف الباحثون إلى بدء الإنتاج بشكل تجريبي من خلال شركة ناشئة جديدة، وتصنيع أقمشة مُعالَجة يبلغ عرضها وطولها 1.5 مترا و90 مترا على التوالي.

وفي حال ثبتت إمكانية زيادة إنتاج أقمشة التبريد بأسعار معقولة، يرى بعض الباحثين أن الفوائد قد تمتد إلى ما هو أبعد من الملابس، إذ يأمل علماء من جامعة شيكاغو أن يتمكنوا من استخدام نسيج التبريد الخاص بهم، المصنوع من مواد تشمل الأسلاك الفضية النانوية والصوف، في تبريد المباني والسيارات.

ورغم أن التوصل إلى حل بشأن الحرارة الشديدة يعني تقليل حرق الوقود الأحفوري، إلا أن موجات الحرارة القاتلة أصبحت مشكلة بالفعل، ويعتقد بعض العلماء أن هذه الأقمشة المبرّدة قد تلعب دورا مفيدا مع تعرّض المزيد من الأشخاص لمستويات حرارة يصعب التعامل معها.

المصدر: سي إن إن