ارتفعت أسعار القهوة العالمية إلى مستويات قياسية، مع تأثير الظروف الجوية السيئة على حجم المحاصيل، ما أدّى إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين، ودفع محمّصات البن إلى إضافة حبوب منخفضة التكلفة إلى خلطاتهم.

وارتفعت أسعار كل من حبوب روبوستا، المستخدمة في القهوة الفورية، وأصناف أرابيكا عالية الجودة في الأشهر الأخيرة، ووصلت عقود روبوستا الآجلة في لندن، وهي المعيار العالمي، إلى مستوى قياسي بلغ 4971 دولارا للطن، بينما ارتفعت عقود أرابيكا الآجلة المتداولة في نيويورك إلى 2.49 دولارا للرطل، وهو ما يقرب من أعلى مستوى لها منذ عقود.

وأثارت موجة البرد الأخيرة في البرازيل، التي تمثل نحو ثُلث إنتاج العالم من القهوة، مخاوف من نقص الإمدادات، حيث يأتي الطقس البارد في البرازيل بعد أشهر من الجفاف في فيتنام، أكبر منتج للبن في العالم، ما دفع إلى انخفاض الإمدادات العالمية من حبوب البن للعام الرابع على التوالي.

كما تفرض تكاليف الشحن المتزايدة ضغوطا على السوق، إذ أجبرت الأوضاع غير المستقرة في البحر الأحمر السفن على اتخاذ الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح بدلا من المرور عبر قناة السويس.

ويشعر محمّصو البن بالضغط، حيث قالت آنا مانز، المديرة المالية في نستله، إن ”تكاليف المدخلات من القهوة ستفرض ضغوطا على هوامش الربح خلال الأشهر الستة المقبلة“.

وتُؤثّر هذه التكاليف أيضا على المستهلكين، ففي إيطاليا، لم يعد بإمكان رواد المقاهي الاستمتاع بإسبريسو الصباح مقابل يورو واحد، حيث ارتفع متوسط ​​السعر في جميع مدن البلاد بنسبة 15% منذ عام 2021، ليصل إلى 1.20 يورو هذا العام، وفقا لمجموعة المستهلكين Assoutenti.

كما لاحظ المستهلكون تغييرا في مذاق القهوة، إذ بدأت المحمّصات في إضافة المزيد من أصناف الحبوب الأرخص إلى مخاليطها لمواجهة التكاليف المتصاعدة، بحسب تشارلز هارت، كبير محللي السلع الأساسية في BMI.

وقالت جودي غانيس، المحلّلة في مجال القهوة، ”عادة ما يكون الفارق بين نيويورك (أرابيكا) ولندن (روبوستا) ضيّقا فقط عندما تكون الأسعار منخفضة، ولكن مع ارتفاع الأسعار، تقوم المحمّصات بدمج المزيد من الحبوب ذات الدرجة الأدنى، ومعظمها من البرازيل“.

وقال ستيف بتلر، المؤسس المشارك لشركة ChAI، إن الأسعار المرتفعة ستؤدي إلى ”معركة“ بين المتداولين، الذين اتخذوا مراكز قصيرة عندما انخفضت السوق، وأولئك الذين راهنوا على أن الأسعار ستستمر في الارتفاع.