تغير المناخ سيزيد حجم حبات البَرَد

Aug 27, 2024

كشفت دراسة جديدة أن التغير المناخي سيؤدي إلى انخفاض في تكرار حدوث العواصف البَرَدية، لكنه سيزيد حجم حبّات البَرَد وقدرتها على إحداث أضرار كبيرة.

وبحسب الدراسة، التي قادها فيكتور جينسيني، الباحث في العواصف الشديدة بجامعة شمال إلينوي الأمريكية، فقد أثبتت العواصف الثلجية نفسها بالفعل باعتبارها الخطر الأكثر تكلفة المرتبط بالعواصف الرعدية الشديدة، متجاوزة تكاليف الأضرار للأعاصير والرياح الشديدة.

وبيّنت الدراسة، التي نُشرت في صحيفة واشنطن بوست، أنه يمكن لعاصفة ثلجية واحدة كبيرة أن تُسبّب أضرارا بمليارات الدولارات، وتُؤثّر على آلاف المركبات والممتلكات، ما يُؤكّد الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث الشاملة حول تكوين حبّات البَرَد ومخاطرها المستقبلية.

واستخدم الفريق نماذج طقس متقدمة تعمل على أجهزة حاسوب فائقة لمحاكاة العواصف البَرَدية المستقبلية تحت مستويات مختلفة من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتُشير النتائج إلى أنه بينما سيقل تكرار العواصف البَرَدية بسبب الهواء الأكثر دفئا وزيادة الذوبان، إلا أن العواصف التي ستحدث ستكون مصحوبة بحبّات بَرَد أكبر.

ويعود ذلك إلى التيارات الصاعدة الأقوى في العواصف الرعدية، والتي ستتغذى على الجو الأكثر دفئا ورطوبة، ما سيسمح لحبّات البَرَد بالبقاء معلقة في الهواء لفترة أطول لتنمو وتكبر، بحسب الدراسة.

وقال جينسيني ”هناك نقطة محورية عند قطر أربعة سنتيمترات، أي بحجم كرة الجولف تقريبا“، مضيفا أن حبّات البَرَد الأصغر من هذا الحجم تكون أكثر عرضة للذوبان أثناء سقوطها بسبب سرعتها الأبطأ، ولكن بمجرد أن تصل حبة البَرَد إلى قطر أربعة سنتيمترات، فإنها تسقط بسرعة أكبر، وتكون أقل عرضة للذوبان، ما يُؤدّي إلى سقوط حبّات بَرَد أكبر وأكثر تدميرا على الأرض.

ودعم خبراء آخرون في هذا المجال نتائج الدراسة، إذ أوضح مات كومجيان، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية بنسلفانيا، الآثار الاقتصادية الكبيرة لزيادة حجم حبّات البَرَد المتوقعة، قائلا ”في حين أن العواصف الأقل تكرارا قد تُقلّل من العدد الإجمالي لأحداث البَرَد، فإن حبّات البَرَد الأكبر قد تزيد بشكل كبير من الأضرار المحتملة عند حدوثها“.

وأظهرت العواصف البَرَدية الأخيرة بالفعل القوة التدميرية للبَرَد الكبير، فقد تسبّبت عاصفة بَرَدية في كولورادو سبرينغز في أغسطس الجاري بأضرار كبيرة في حديقة حيوان شايان ماونتن، ما أدّى إلى وفاة حيوانين وإصابة 14 شخصا.

كما أشار جينسيني إلى زيادة التكاليف المرتبطة بالعواصف البَرَدية، ملاحظا أن التأثير الاقتصادي كان في ازدياد على مدار العقد الماضي على الأقل، قائلا ”يعود هذا الاتجاه إلى وجود بنى تحتية أكثر تكلفة في المناطق المعرّضة للبَرَد“.

وتُشدّد الدراسة على الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تطوّر أحجام حبّات البَرَد في مناخ دافئ وكيفية تحسين التوقّعات للتخفيف من المخاطر المرتبطة بها، فعلى عكس الأعاصير التي تتطلّب ظروفا معينة لتتشكل، يمكن أن يتشكل البَرَد تحت مجموعة أوسع من الظروف، ما يجعله ظاهرة معقدة للدراسة.

المصدر: واشنطن بوست