تحذير من انتشار انبعاثات الزئبق السام في القطب الشمالي

Aug 21, 2024

حذّر علماء من أن ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي سيؤدي إلى انبعاث الزئبق السام في نظام المياه، ما قد يؤثر على السلسلة الغذائية.

وتذوب التربة الصقيعية في القطب الشمالي بمعدلات سريعة، ما قد يُعرّض السلسلة الغذائية والمجتمعات التي تعتمد عليها لـ”خطر جسيم“، بحسب الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا، ونُشرت في مجلة رسائل البحوث البيئية.

وقال جوش ويست، أستاذ علوم الأرض والدراسات البيئية في جامعة جنوب كاليفورنيا، ”قد تكون هناك قنبلة زئبقية عملاقة في القطب الشمالي تنتظر الانفجار“.

ومع تدفّق نهر يوكون غربا عبر ألاسكا إلى بحر بيرنغ، فإن التربة الصقيعية المتآكلة على طول الطريق تُضيف رواسب مُدمجة بالزئبق، الذي كان معزولا في التربة الصقيعية لآلاف السنين، إلى الماء.

وقام الباحثون بتحليل الزئبق في الرواسب على ضفاف الأنهار والحواجز الرملية، مستغلين طبقات التربة العميقة. كما استخدموا بيانات الأقمار الاصطناعية لمراقبة مدى سرعة تغيير نهر يوكون لمساره، الأمر الذي يُؤثّر في مقدار الرواسب المحمّلة بالزئبق، المتآكلة من ضفاف الأنهار والمُترسّبة على طول الحواجز الرملية، وفقا للدراسة.

وقالت إيزابيل سميث، المعدة المشاركة بالدراسة، ”يمكن للنهر أن يحشد كميات كبيرة من الرواسب المحتوية على الزئبق“.

كما تعمل الأنهار على إعادة دفن كمية كبيرة من الزئبق، ما يُؤكّد أهمية فهم كل من عمليات التآكل وإعادة الدفن، إذ وجد الباحثون أن إضافة المعادن السامة تُشكّل تهديدا بيئيا وصحيا لما لا يقل عن 5 مليون شخص يعيشون في القطب الشمالي.

وأكّد ويست أن ”معظم التعرّض البشري للزئبق يأتي من خلال النظام الغذائي، والتأثيرات طويلة المدى قد تكون مدمّرة، خصوصا بالنسبة لمجتمعات القطب الشمالي التي تعتمد على صيد الحيوانات البرية وصيد الأسماك“.

ومن المتوقّع أن يتراكم التأثير بمرور الوقت مع تراكم المعدن في السلسلة الغذائية، خصوصا من خلال الأسماك والحيوانات البرية التي يستهلكها البشر.

وقالت سميث ”إن عقودا من التعرّض، خصوصا مع زيادة المستويات مع إطلاق مزيد من الزئبق، يمكن أن يكون له تأثير كبير على البيئة وصحة الذين يعيشون في هذه المناطق“.

وغالبا ما يُعد القطب الشمالي الخط الأمامي لتغير المناخ، إذ تُشير الأبحاث الحالية إلى مجموعة كبيرة من التأثيرات التي سيُخلّفها ذوبان القطب الشمالي على بقية الكوكب.

المصدر: مجلة رسائل البحوث البيئية الأمريكية