إذا كنت من عشاق أو مدمني القهوة، فإن عاداتك اليومية مع المعشوقة السمراء قد تتغير بشكل كبير، إذ من المتوقع أن ترتفع أسعار القهوة عالميا أكثر بسبب انقطاع الإمدادات من المنتجين الرئيسيين، مثل فيتنام والبرازيل.

وكانت الأسعار قد ارتفعت لكل من حبوب أرابيكا الفاخرة وحبوب روبوستا الصديقة للميزانية بسبب زيادة التكاليف عبر سلسلة التوريد الخاصة بهما.

وقد قام العديد من بائعي القهوة برفع الأسعار بالفعل، محذّرين من أن المزيد من الزيادات أصبحت وشيكة.

وقامت شركة ”جيه إم سماكر“، التي تمتلك علامات تجارية للقهوة مثل ”فلوغرز“ و”كفي باستيلو“، بزيادة الأسعار هذا الصيف.

بينما أوقفت سلسلة “بري آ مانجيه“ اشتراكاتها بالقهوة في المملكة المتحدة، والتي تسمح بما يصل إلى 5 أكواب يوميا.

كما رفعت شركة ”فاريتي كوفي روسترز“ في مدينة نيويورك أسعار مبيعات التجزئة بنحو 5%، وهي أول زيادة لها منذ 5 سنوات.

ووصلت أسعار حبوب روبوستا، المفضلة للقهوة سريعة التحضير، إلى أعلى أسعارها منذ السبعينيات، في حين وصلت حبوب أرابيكا إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين.

وأدّى الجفاف في فيتنام والطقس الجاف في البرازيل إلى انخفاض كبير في إنتاجية المحاصيل.

وكانت الفجوة بين أسعار العقود الآجلة لروبوستا وأرابيكا في أضيق حالاتها، ما يجبر الشركات على استخدام النوع الأول ذي الجودة الأقل بدلا من الثاني لخفض التكاليف.

وعلّق مايكل كابوس، من شركة ”داون إيست كوفي روسترز“، قائلا ”إن استراتيجية محاولة العثور على مكونات أرخص وأقل تكلفة للمزيج لم تعد ناجحة“.

وأدّى الطلب المتزايد في أسواق مثل الصين، والضغط من أجل دفع أجور أكثر عدالة للمزارعين، إلى ارتفاع الأسعار.

وتُشجّع الأرباح المرتفعة المزارعين على مواصلة زراعة القهوة والاستثمار في جعل المحاصيل أكثر مرونة. وسوف تتطلب لائحة إزالة الغابات في الاتحاد الأوروبي قريبا تقديم دليل على أن الحبوب لم تتم زراعتها في الأراضي التي أُزيلت منها الغابات مؤخرا، ما يُؤدّي إلى تشديد الإمدادات بشكل أكبر.

ويشعر المستهلكون بالضيق، إذ تبلغ تكلفة قهوة ديمبولا في سنغافورة الآن 5.90 دولار سنغافورية (4.38 دولار أميركي)، في حين رفعت شركة ”ويرز فريدز“ في لندن سعر القهوة البيضاء المسطحة (فلات وايت) إلى 3.60 جنيه إسترليني (4.65 دولار أميركي).

وفي مقهى ”بلو بوتل“ بالقرب من سنترال بارك في نيويورك، تبلغ تكلفة كوب اللاتيه الحلو سعة 16 أونصة 8.25 دولار، أو 9.25 دولار مع حليب اللوز.

وقال بريت هاوس، من كلية كولومبيا للأعمال، إن ”كل شخص لديه حدود. وفي ظلّ الأسعار المرتفعة اليوم، قد يبدأ المتسوّقون في استبدال مشروبات الإسبريسو المصنوعة من الحليب المبخر بالقهوة المقطرة لخفض السعر إلى ما يقرب من 3 دولار للكوب الواحد“.

وتمكّنت بعض الشركات التي اشترت الحبوب مسبقا من تجنّب الارتفاع الفوري في الأسعار.

وعادة ما تقوم ستاربكس بتثبيت أسعار القهوة الخضراء قبل 9 إلى 18 شهرا مقدما، ما يمنحها بعض الحماية ضدّ التقلّبات، لكن المتاجر الصغيرة تفتقر إلى هذه المرونة.

وقالت هازل رييس، من شركة ”غمبشن كوفي“، إن الشركة رفعت الأسعار بنحو 10% العام الماضي، وقد تضطر إلى زيادتها مرة أخرى قريبا.

ومع ارتفاع أسعار المقاهي، يختار عدد أكبر من المستهلكين تحضير القهوة في المنزل، إذ قفزت مبيعات محلّات البقالة من الإسبريسو والقهوة المركّزة بشكل كبير في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، تُحذّر مجموعة صناعة القهوة البرازيلية ”آبيك“ من العلامات التجارية الرخيصة غير المعروفة، والتي قد تحتوي على قشور وفروع ونفايات من نباتات أخرى، في وقت حدّدت وزارة الزراعة البرازيلية مؤخرا 19 علامة تجارية مزوّرة للقهوة.

ومع استمرار ارتفاع تكلفة القهوة، فإنه يتعيّن على المستهلكين وتجار التجزئة على حدّ سواء التغلّب على تحديّات ارتفاع الأسعار واضطرابات سلسلة التوريد.

وفي الوقت الحالي، أصبح تناول فنجان القهوة اليومي عادة باهظة الثمن بشكل متزايد.