كيف يختبر الحرّ الشديد قدرة الإنسان على الاحتمال؟

Aug 17, 2024

شهد يوليو المنصرم أسخن يومين في العالم مطلقا، كما أن 2024 في طريقه ليكون أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، وأصبحت موجات الحرّ أكثر تواترا وشدة، وغالبا ما تأتي قبل الموعد المتوقّع.

وإلى جانب الرطوبة، فإن الطقس المتطرف يختبر بالفعل قدرة الإنسان على التحمّل والبقاء، إذ تُوفي أكثر من 1300 شخص أثناء الحجّ في السعودية في يونيو الماضي، حيث وصلت درجات الحرارة إلى حوالي 52 درجة مئوية، في حين سُجّلت وفيات مرتبطة بالحرارة هذا العام في عدة مناطق، منها الولايات المتحدة وتايلندا والهند والمكسيك، كما تظلّ أوروبا، التي سجّلت أكثر من 47000 حالة وفاة في 2023 جرّاء درجات الحرارة المرتفعة، في حالة تأهب لمزيد من الأحوال الجوية المتطرفة هذا الصيف.

ما الذي يجعل الحرّ الشديد خطيرا للغاية؟

هناك العديد من الأسباب، فمن المرجّح أن يصاب الناس بالجفاف في درجات الحرارة المرتفعة، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما يمكن للحرارة أن تزيد من مشكلات التنفس، خاصة في الأماكن ذات مستويات التلوّث المرتفعة، إضافة إلى الإجهاد الحراري الذي يجعل من الصعب على الناس العمل ويزيد من احتمال الإصابات.

وتُعاني الاقتصادات الناشئة أكثر من المتقدمة، فمعظم الناس يعملون في الخارج تحت أشعة الشمس، وقليل منهم لديهم تبريد فعّال في المنزل، كما يمكن للخرسانة والإسفلت في المناطق الحضرية حبس الحرارة، ما يزيد من درجات الحرارة أثناء الليل ويُساهم في الإجهاد الحراري.

كيف تُقاس الحرارة الشديدة؟

يستخدم خبراء الأرصاد الجوية على نحو متزايد مقاييس الإجهاد الحراري، مثل هوميدكس (مؤشر الحرارة أو درجة الحرارة الظاهرية)، لفهم المخاطر الصحية التي تُشكّلها درجات الحرارة المرتفعة.

و”البصلية الرطبة“ هو أحد هذه المقاييس، وهو يأخذ في الاعتبار آثار الرطوبة، التي تجعل من الصعب على جسم الإنسان تبريد نفسه عن طريق التعرّق.

كيف تُقاس درجات حرارة البصيلة الرطبة؟

تُقاس درجات حرارة البصيلة الرطبة باستخدام أدوات إلكترونية في محطات الأرصاد الجوية، مع إجراء المزيد من الدراسات للبقع الساخنة بمساعدة بيانات الأقمار الصناعية من مصادر، منها وكالة ناسا ومحطة الفضاء الدولية، كما طوّرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة أداة بمقياس أكثر تقدما للإجهاد الحراري، وهي درجة حرارة البصيلة الرطبة الكروية، والتي تأخذ في الاعتبار سرعة الرياح وزاوية الشمس والغطاء السحابي.

كيف ترتبط الحرارة الشديدة بتغير المناخ؟

ترتبط الأحداث المناخية المتطرفة بظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، فموجات الحرّ ترتبط ارتباطا مباشرا بتلوّث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، كما أن ارتفاع درجة حرارة الماء ورطوبة الهواء، وهما نتيجتان للاحتباس الحراري العالمي، يُوفّران محفزا للأعاصير المدارية، إضافة إلى احتمال ارتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق أكثر بنحو 30 مرة بسبب تغير المناخ.

المصدر: بلومبرغ