تغير المناخ يرفع مخاطر حرائق الغابات

Aug 17, 2024

حذّرت دراسة جديدة، أجرتها جامعة إيست أنجليا البريطانية، من ارتفاع معدلات انبعاثات الكربون الناتجة عن حرائق الغابات على مستوى العالم، في ظلّ المخاطر المتزايدة جرّاء موجات الحرّ وتغير المناخ.

وأضافت الدراسة، التي نُشرت في دورية إيرث سيستم ساينس داتا، أن الانبعاثات من حرائق الغابات في شمال كندا أكثر بـ9 أضعاف المتوسط في ​​العقدين الماضيين، وساهمت بنحو رُبع الانبعاثات العالمية.

كما أشارت الدراسة إلى أن ”الاحتمالات المتزايدة لاندلاع حرائق الغابات في ظلّ تغير المناخ يُشكّل مصدر قلق، فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية ترتفع وتيرة وشدّة الجفاف، ما يُؤدّي إلى انخفاض الرطوبة في الغطاء النباتي، وتجهيز الغابات لحرائق أكثر شدّة وكثافة“.

وكانت حرائق الغابات غير المسبوقة في كندا وأجزاء من الأمازون العام الماضي أكثر احتمالية بثلاث مرات على الأقل بسبب تغير المناخ، وساهمت في ارتفاع مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الحرائق على مستوى العالم.

كما شوهد عدد غير مسبوق من الحرائق في الأجزاء الشمالية من أميركا الجنوبية، خاصة في ولاية أمازوناس البرازيلية وفي المناطق المجاورة لبوليفيا وبيرو وفنزويلا، وقد أدّى هذا إلى أن تشهد منطقة الأمازون واحدة من ”أسوأ تصنيفات جودة الهواء على هذا الكوكب“.

وبالإضافة إلى تغير المناخ، يرجع اندلاع الحرائق إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك الأنشطة البشرية، وتغيرات استخدام الأراضي، والتحوّلات البيئية، حيث أصبحت حرائق الغابات شائعة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، مع وقوع أحداث متطرفة في مناطق مثل أستراليا والولايات المتحدة الغربية وسيبيريا وأوروبا وأميركا الجنوبية.

ونظرا لأن الانبعاثات البشرية من ثاني أكسيد الكربون تظلّ مرتفعة باستمرار، فإن دور أحواض الكربون في الغابات والأراضي الرطبة أصبح حاسما بشكل متزايد في تعديل تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

وقد أدّت الانبعاثات الهائلة من حرائق الغابات الشمالية، خاصة في سيبيريا وكندا، إلى تدفق إجمالي مماثل لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية من المناطق الصناعية الكبرى، وتُشكّل هذه الانبعاثات تحديا كبيرا للجهود الوطنية والدولية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية.

ووفقا للدراسة، فإن فقدان مخزونات الكربون من الغابات الشمالية في كندا والغابات الاستوائية في أميركا الجنوبية له آثار دائمة على مناخ الأرض، إذ تستغرق الغابات من عقود إلى قرون للتعافي من اضطرابات الحرائق، ما يعني أن سنوات الحرائق الشديدة مثل 2023 – 2024 تُؤدّي إلى عجز دائم في تخزين الكربون لسنوات عديدة مقبلة.

وبحسب ماثيو جونز، المعد الرئيسي للدراسة، ”تم تسجيل ما يقرب عقد من انبعاثات الكربون من الحرائق في موسم حرائق واحد، تُقدّر بأكثر من 2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في كندا وحدها، ما أدّى إلى زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي“.

وتُشير النماذج المناخية المستخدمة في الدراسة إلى أن وتيرة حرائق الغابات الشديدة ستزداد بحلول نهاية القرن، خاصة في السيناريوهات المستقبلية، حيث تظلّ انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري مرتفعة.

وتُظهر الدراسة أنه، وفي ظلّ سيناريو انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري من المتوسطة إلى المرتفعة، ستُصبح حرائق الغابات المماثلة في الحجم لموسم 2023 – 2024 أكثر شيوعا بست مرات في كندا بحلول عام 2100.

كما قد تشهد منطقة الأمازون الغربية موسم حرائق شديدة، مثل موسم 2023 – 2024، أكثر تكرارا بثلاث مرات تقريبا، ومن المتوقع كذلك أن تتضاعف وتيرة اندلاع حرائق على نطاق تلك التي شهدتها اليونان خلال الفترة 2023 – 2024.

وقال دوغلاس كيلي، المؤلف المشارك في الدراسة، إنه ”طالما استمرت انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في الارتفاع، فإن خطر اندلاع حرائق الغابات الشديدة سوف يتصاعد“.

وتُسلّط الدراسة الضوء على الحاجة الملحّة للحدّ من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري العالمي، وإدارة الغطاء النباتي من أجل تقليل مخاطر وتأثيرات حرائق الغابات الشديدة على المجتمع والنظم البيئية.

المصدر: دورية إيرث سيستم ساينس داتا