جدل بشأن تبريد الأرض عبر حجب الشمس بجزيئات الكبريت

Aug 16, 2024

مع تعثر الجهود للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، تُثير بعض الأفكار بشأن تبريد الكوكب بشكل اصطناعي جدلا واهتماما ملحوظين.

إحدى هذه الأفكار تتمثل في خفض درجات الحرارة العالمية من خلال تظليل الكوكب بشكل فعال، أو تعديل الإشعاع الشمسي، وهي العملية المعروفة باسم ”الهندسة الجيولوجية الشمسية“ أو ”هندسة المناخ“، كإجراء مؤقت إلى أن يتم تقليل تركيزات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

وتتمثل الفكرة في إضافة الهباء الجوي إلى طبقة الستراتوسفير لتعكس بعض أشعة الشمس، وذلك من خلال ضخّ مليارات من جزيئات الكبريت في الطبقة العليا من الغلاف الجوي.

وجذبت هذه العملية الأنظار لأسباب، منها الاعتقاد أنها من بين أرخص الأساليب وأقلّها تعقيدا. لكن في المقابل، تُثير هذه الفكرة كثيرا من الجدل، بل إن الأمم المتحدة ومؤسسات دولية حذّرت من خطورتها أو تطبيقها بشكل أحادي.

ومن شأن هذه العملية أن تُحاكي ما حدث عندما ثار بركان جبل بيناتوبو في الفلبين في عام 1991، إذ أدّى التأثير الإشعاعي للجسيمات والهباء الذي تم إطلاقه إلى إنهاء عدة سنوات من ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض على مستوى العالم، وتبريد الكوكب بمقدار 0.4 درجة مئوية خلال العامين التاليين.

ولكن في الوقت ذاته، أدّى التأثير المشترك للجسيمات البركانية والكلور التفاعلي الناتج عن أنشطة الإنسان إلى انخفاض مستويات الأوزون في طبقة الستراتوسفير إلى مستويات غير مسبوقة، كما أن هذه العملية قد تُعطّل أيضا أنماط الطقس والمناخ العالمية، ما يخلق عواقب خطيرة على الكوكب بأكمله.

وحذّر جون بايل، الرئيس المشارك للجنة العلمية التي تعمل في مجال الأوزون لحساب الأمم المتحدة، من أن ”ضخّ الجسيمات في الغلاف الجوي يمكن أن يُؤدّي إلى انخفاض خطير في مستوى الأوزون“.

وما يُثير القلق أنه ليس هناك قانون دولي يحكم هذه العملية ويمنع الدول أو حتى الجهات الفاعلة غير الحكومية أو الشركات الناشئة من تطبيقها على نطاق واسع بشكل أحادي، ما قد يُؤدّي إلى مخاطر نُشوب الصراعات، إذ قد تلجأ بعض الدول إلى القوة العسكرية لمنع ما تراه عبثا خطيرا بمناخ العالم.

ولا تزال المحادثات حول الهندسة الجيولوجية الشمسية جديدة نسبيا، ومن خلال إرساء قواعد واضحة ووضع آليات التنفيذ، تستطيع الدول أن تُساعد في ضمان أن الجهود المستقبلية ستكون تحت إشراف دولي وليس بشكل أحادي، ما يدعم استقرار المناخ العالمي.

المصدر: وكالات