التغير المناخي بين العلم والواقع

Aug 16, 2024

العلماء في شتى بقاع الأرض وصفوا وعرّفوا وفصّلوا موضوع التغير المناخي والتأثيرات والتغيرات التي طرأت على كوكب الأرض منذ أعوام، ولست هنا لأعيد ما قيل ونوقش، بل لأسرد بعض الحكايات والذكريات التي عشناها.

مازلت أذكر قي طفولتي أننا عشنا الفصول الأربعة، أذكر تغيّر لون الشجر وسقوط الأوراق، أذكر موسم المطر وغرق بيوتنا القديمة، وجريان مياه المطر في الشوارع واستمرارها لساعات، ومتى يبدأ فصل الصيف ومتى ينتهي، وفصل الشتاء الطويل الجميل، أذكر طعم الفواكه اللذيذة، ورائحة الزهر ونشاط النحل، وصوت الطيور الجميلة.

ولا أذكر طول فصل الصيف وشدّة الحرارة والرطوبة، ولا شحّ المطر وقلّة العشب واخضرار الأرض، ولا حتى كثرة الكوارث والفيضانات، ولا أذكر موجات الحرّ الشديدة وكثرة الحيوانات الدخيلة على مجتمعي.

يكفيك أن تجلس مع نفسك وتستذكر كيف كانت الحياة وماذا أصبحت، لا تحتاج إلى علماء ولا مناظرات ولا حتى دورات لتدرك أن هناك تغيّرا، وأن ما يقال عنه وهم هو الحقيقة، وأن السؤال الأصحّ الذي ينبغي أن يُطرح: إلى أين سيأخذنا التغيّر؟ وكيف ستصبح حياتنا مستقبلا؟

كلنا نحب الأرض، لكن ما نراه ونشاهده هو بعيد عن العلم والمستقبل، قشور كثيرة وتسويف وبُعد عن جوهر الحقيقة، والذي أصبح لعبة بعضهم في تزييف الواقع والانتقال للعيش في الوهم.

كلنا نتمنّى أن تعود الأعوام الماضية ونستمتع بالفصول والانتقال السلس من الحرّ إلى البرد، وأن تنتهي الفيضانات والكوارث، ويستقرّ الطقس وتثبت التوقّعات المناخية، وأن نعيش من دون خوف وجوع، أو حتى مشاهدة ذلك.

بقلم: مريم البلوشي – صحيفة الخليج