تهديد ثلاثي خطير لسلامة محيطات الأرض

Aug 15, 2024

تُوصف المحيطات بأنها أفضل حليف للعالم ضد التغيرات المناخية، باعتبارها أكبر أداة لتصريف الحرارة على هذا الكوكب، فهي تمتص 90% من الحرارة الزائدة، وأداة ذات كفاءة عالية في امتصاص 23% من الكربون الناتج عن فعل البشر، وتُنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه.

ومع ذلك، بدأ الباحثون بدق ناقوس الإنذار المبكر بسبب تهديد كبير لسلامة المحيطات على مستوى العالم، وهو تهديد يضاف إلى التهديدات المستمرة الأخرى، وهي التغيرات البيئية التي تُسبّبها الأنشطة البشرية.

ولم تعد تقتصر المخاطر على ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات بفعل التغير المناخي، بل باتت تعاني المحيطات من كارثتين إضافيتين، وهما انخفاض مستويات الأكسجين وارتفاع مستويات الحموضة، لتصبح هذه العوامل ”تهديدا ثلاثيا“ متزامنا لنحو 20% من سطح المحيطات على كوكبنا، وفقا لدراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة إيه جي يو أدفانسز.

وكشفت الدراسة عن أن المحيطات ازدادت حرارتها وأصبحت أكثر حموضة مع فقدانها الأكسجين نتيجة التغير المناخي، وأن هذه التأثيرات ليست فقط خطيرة، ولكنها تستمر لفترات أطول بـ3 مرات، وتكون أشد بـ3 مرات، مقارنة بما كانت عليه في أوائل ستينيات القرن الماضي.

وأوضح الباحثون أن تلك التأثيرات تميل إلى الحدوث في المناطق ذات خطوط العرض المرتفعة والاستوائية، ما يُؤدّي إلى تقليل المساحات الصالحة للسكن البحري بنسبة تصل إلى 75%. كما يُشكّل التهديد الثلاثي ضغطا شديدا على الكائنات البحرية، ما ينعكس سلبا على قدرتها على التكيّف السريع مع هذه الظروف المتغيّرة.

وأكّدت الدراسة أن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، هي المسبّب الرئيسي لهذا التهديد الثلاثي المتزامن، نظرا لتأثيراتها الشاملة والواسعة في إحداث الاختلالات البيئية عالميا، ما يُفاقم من أزمة الاحتباس الحراري على مستوى الكوكب، ويُساهم في ارتفاع حرارة مياه البحار والمحيطات، ويُؤدّي إلى نقص في كميات الأكسجين وزيادة الحموضة في مياه المحيطات.

ومن أبرز السلوكيات البشرية التي قد تُفاقم هذا الخطر الثلاثي الإفراط في استهلاك الموارد البحرية، وزيادة معدلات التلوّث في المحيطات، والصيد الجائر، وتوسّع المدن نحو السواحل، وإلقاء النفايات داخل مياه المحيطات، وتدمير المواطن البحرية، والأنشطة الصناعية.

المصدر: مجلة إيه جي يو أدفانسز