تكرار المعلومات المضللة حول أزمة المناخ يزيد إمكانية تصديقها

Aug 14, 2024

أفادت دراسة جديدة، نُشرت في المجلة الأكاديمية بلوس وان، أن تكرار المعلومات الزائفة والمشكّكة في علم المناخ يزيد من قابلية تصديقها على نطاق واسع.

ودرس الباحثون، من الجامعة الأسترالية الوطنية، تأثير البيانات على أزمة المناخ، إذ سلّطوا الضوء على مخاطر تكرار ومشاركة المعلومات المضلّلة.

وقالت ماري جيانغ، المعدة الرئيسية للدراسة، ”تُظهر النتائج مدى قوة وتأثير التكرار وكيف يمكن أن يُؤثّر على تقييم الناس للحقيقة“.

ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص يُصبحون أكثر ميلا لتصنيف المعلومات المرتبطة بأزمة المناخ على أنها صحيحة في حال تكرارها وقراءتهم لها من قبل، وهي سلوكيات تُعرف في علم النفس بـ”تأثير الحقيقة الوهمية“.

وعلى الرغم من أن أبحاث الإدراك المدفوع تُشير إلى أن الناس يدعمون بشكل أساسي ما يؤمنون به بالفعل، فإن نتائج الدراسة تُشير إلى أن المؤيّدين لعلم المناخ كانوا أكثر ميلا لتصديق المعلومات التي تتوافق مع معتقداتهم، ولكن زادت قابليتهم لتصديق المعلومات المضلّلة جرّاء التعرّض المتكرّر لها.

وأجرى الباحثون تجربتين، شملتا 52 و120 مشاركا، وكان قرابة 90% من المشاركين مؤيدين لعلم المناخ، حيث عُرضت عليهم مجموعة من المعلومات المتعلقة بالمناخ، بعضها صحيح قائم على العلم، والآخر مُشكّك في علم المناخ، ثم قيّم المشاركون مدى صحة مجموعة أخرى من المعلومات، نصفها جديد والنصف الآخر سبق وتعرضوا له، على مقياس يتراوح بين ”صحيح تماما“ إلى ”خاطئ تماما“.

وقيّم المشاركون في المتوسط المعلومات القائمة على العلم بأنها أكثر صدقا، وذلك بما يتماشى مع مواقفهم التي تدعم علم المناخ بشكل كبير، ولكن النتائج أظهرت أيضا أن التكرار زاد من تصنيف المعلومات، سواء المُشكّكة أو الصحيحة، بأنها صادقة.

وقالت جابي موكاتا، الباحثة في علم المناخ، إن التواصل الفعّال أساسي في العمل المناخي، إذ أفادت بأن وسائل الإعلام حاسمة في المعركة أمام المعلومات المضلّلة المرتبطة بأزمة المناخ، مشيرة إلى أن المعلومات المُشكّكة في علم المناخ تميل إلى ”الانتشار على نطاق واسع مقارنة بالمعلومات الدقيقة“، معلّلة ذلك بأن المعلومات المُشكّكة غالبا ما تكون أكثر سلبية وإثارة للعواطف.

وقالت جيس شو، المديرة المساعدة لمنظمة ذا ووركشوب، إن ”الناس يتعرّضون بشكل متكرّر لمعلومات زائفة عن المناخ“، مضيفة أنه ”يتم تقديمها بطرق تجعل من السهل على الناس سماعها ومشاركتها“.

وذكرت شو أنه من المعروف علميا أن التكرار أداة قوية لمعالجة المعلومات، موضحة ”كلما سمعنا شيئا ما من مصادر متعدّدة، بما في ذلك تلك التي نثق بها، يُصبح من الأسهل معالجته وتقبّله على أنه حقيقة“.

وأكّدت الدراسة أهمية التركيز على نشر وتكرار المعلومات الصحيحة علميا، وأنه أكثر نفعا من كشف المعلومات الزائفة وتفنيدها.

المصدر: مجلة بلوس وان