هل تحتاج أوروبا إلى تكنولوجيا الرياح الصينية؟

Aug 14, 2024

شرع الاتحاد الأوروبي في التحقيق فيما إذا كانت الشركات الصينية تستخدم ”إعانات الدولة غير العادلة“ لخفض أسعار توريد توربينات مزارع الرياح في القارة العجوز وخلق ميزة تنافسية.

ويأتي ذلك رغم أن الشركات المصنّعة الصينية تُمثّل جزءا ضئيلا فقط من سوق طاقة الرياح الأوروبية البالغة 57.2 مليار يورو (62.5 مليار دولار).

وفي أبريل الماضي، اتهمت مارغريت فيستاغر، مفوضة المنافسة بالاتحاد الأوروبي، الصين باتّباع سيناريو مكرّر في قطاع التكنولوجيا النظيفة الأوسع، بما في ذلك استغلال الإعانات الكبيرة للهيمنة على صناعة الألواح الشمسية.

ويخشى بيير تارديو، كبير مسؤولي السياسات في مجموعة التجارة ويند يوروب، من ”نقطة تحوّل“ تبدأ منها الشركات الصينية في الهيمنة على سوق التوربينات الأوروبية، التي تقودها حاليا شركة فيستاس الدانماركية (Vestas) وشركة سيمنز غاميسا الألمانية (Siemens Gamesa).

وأضاف تارديو ”نُرجّح أن هذه ستكون بمثابة أخبار سيئة للغاية لسوق طاقة الرياح الأوروبية والاقتصاد الأوروبي بشكل عام“.

ويرى اتحاد ”ويند يوروب“ أن الشركات المصنّعة الصينية تُقدّم أسعارا أقل بما بين 40% و50% من المنافسين الأوروبيين، وتسمح للمطورين بتأجيل المدفوعات، وأن هذه الأسعار غير ممكنة بدون إعانات عامة غير عادلة.

وتُصرّ غرفة التجارة الصينية في الاتحاد الأوروبي على أن ”المنافسة التكنولوجية والمنافسة الشديدة، وليس الإعانات الحكومية، هي التي تقود القدرة التنافسية للشركات الصينية“، مضيفة أن تحقيق الاتحاد الأوروبي في الإعانات الصينية أثار ”استياء وقلقا عميقين“.

وقالت شركة تشجيانغ ويندي الصينية إنه ”لا إعانات حكومية غير عادلة“، داعية إلى سوق رياح عادلة ومنفتحة وشفافة بدون التلاعب بها من قبل أي طرف، والمساهمة في التحوّل العالمي للطاقة.

واتفق مجلس طاقة الرياح العالمي، الذي يضم شركات صينية بين أعضائها، على أن الحفاظ على ممارسات تجارية عادلة وشفافة أمر مهم في مواجهة التدابير التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لحماية وظائف التكنولوجيا النظيفة ضدّ الصادرات الصينية.

وأثارت التدابير، التي تشمل تحقيق الاتحاد الأوروبي في الإعانات، مخاوف من أن القارة العجوز قد تفشل في تحقيق أهدافها بشأن انبعاثات الكربون بدون التكنولوجيا الصينية، إذ حدّد الاتحاد الأوروبي أهدافا مناخية صارمة تُقدّر تكلفتها بـ1.5 تريليون يورو سنويا.

المصدر: فايننشال تايمز