مقاومة حرارة الجو بزيادة المساحات الخضراء

Aug 14, 2024

كان فصل الصيف فصل التمتّع بالطبيعة والتنزه، ولكن ارتفاع درجات الحرارة القياسية في كافة أرجاء المعمورة جعل معظم الناس حبيسة بيوتها خشية التعرّض للإنهاك الحراري.

وأصابت الزيادة المضطردة في درجات الحرارة الكثيرين بالجفاف، ما أدّى إلى زيادة سُمك الدم، وخفض ضغط الدم، متسبّبة في حدوث جلطات دموية وسكتات دماغية.

كما تسبّبت زيادة السخونة في تفاقم الأعراض المرضية لمن يعانون الأمراض المزمنة في القلب والتنفس فتُعرّضهم للموت، فضلا عن الإصابة بالإنهاك الحراري وضربات الشمس.

وأثّرت الحرارة الزائدة بشكل كبير على الكثير من المحاصيل، ما أدّى إلى وقوع خسائر فادحة للمزارعين، وزيادة أسعار بعض السلع الغذائية، وتهديد الأمن الغذائي.

وتسبّب الاحتباس الحراري والاختلال المناخي، الذي يُعاني منه الكوكب منذ سنوات، في تفاقم ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلاته وآثاره سنة بعد أخرى، بحسب خبراء المناخ.

فالاختلال المناخي المتطرف، ما بين ارتفاع درجات الحرارة الشديدة والجفاف الآخذ في الازدياد، يضرب جميع أنحاء العالم، حيث أثّرت درجات الحرارة العالية على النباتات واستنزفت الكثير من عناصرها الغذائية.

ولا يمكن مقاومة الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة وتجاوز مخاطره بجهود عالمية أو قطرية حكومية فقط، بل إن هذه القضية الخطيرة تتطلّب جهود الأفراد والمجتمعات معا لحماية الأرواح والحفاظ على سلامة الأرض التي نعيش عليها.

وهذا يحتاج إلى تغيير ثقافتنا المعيشية وطرق أكلنا وشربنا وملابسنا ووسائل انتقالنا، والتوسّع في استخدام الطاقة النظيفة، مثل الألواح الشمسية، وعزل أسطح المنازل بحيث تكون أكثر دفئا في الشتاء، وأكثر برودة في الصيف.

كما أن زيادة المساحات الخضراء في الشوارع والميادين وأسطح المنازل تُقلّل من ارتفاع درجات الحرارة، وتُساعد في تبريد المدن، وإنتاج الأكسجين، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، ومقاومة الجفاف.

بقلم: سارة السهيل – كوردستان24