اللجوء المناخي يرفع عدد سكان العاصمة الأردنية عمّان

Aug 13, 2024

لن يقف تعداد سكّان العاصمة الأردنية عمّان عند 4.84 مليون نسمة فقط في ظل سيناريوهات التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد مع ارتفاع حالات النزوح المناخي إليها، ما يتطلّب إيجاد مدن ذكية تستجيب لتداعيات التغير المناخي، وتغيير نهج التعامل مع تبعات أزمة المناخ.

ووفقا لخبراء المناخ، فإن اضمحلال الأراضي الزراعية وتكرار موجات الجفاف وشح مصادر المياه، إضافة إلى البحث عن فرص العمل، دفعت إلى تمركز 42% من سكّان الأردن في العاصمة عمّان.

ومن المتوقع أن تبلغ نسبة السكّان في المناطق الحضرية في الأردن ما بين 80% و95% بحلول 2050، بحسب مؤشرات البنك الدولي، مع توقعات بنزوح نحو 15% من المزارعين إلى المناطق الحضرية مستقبلا.

وحذّرت ريم هلسة، اختصاصية المرونة الحضرية والتغير المناخي، من أن ”تأثيرات التغيرات المناخية ستزيد من التوسّع الحضري، ما يؤدي إلى تمركز مزيد من السكّان في العاصمة والمدن الحضرية الأخرى“، مبيّنة أن ”التوسّع الحضري في عمّان بات ملحوظا على نحو مقلق، ما يتطلّب وجود بنية تحتية قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من السكّان، أو تطوير مدن أخرى خارج العاصمة، مع توزيع فرص تشغيلية وخدمات أخرى في نطاقها“.

وأضافت هلسة أن ”أمانة عمان الكبرى قد أنهت إعداد خريطة للمدن الذكية، مُدرِجة مبادئ الابتكار والذكاء الاصطناعي والخدمات الإلكترونية، ما يُعزّز من مرونتها وقدرتها على مواجهة الصدمات المناخية“، مؤكدة أن ”تجاوب الحكومات والمجتمعات المحلية مع التغيرات المناخية سيلعب دورا كبيرا في تحسين قدرة المدن على التعامل مع هذه التداعيات“.

وبحسب تقرير البلاغات الوطني الرابع، فإن المناطق الشمالية، والتي تعتبر السّلة الغذائية للأردن، ستشهد تغييرا على مستوى الأراضي الزراعية، ما سيدفع بقاطنيها إلى البحث عن فرص عمل أخرى خارج تلك المناطق، وباتجاه العاصمة، كما أن الأجزاء الغربية ستتعرّض لموجات جفاف بصورة أكبر، مع انخفاض الهطول المطري بنسبة تتراوح ما بين 15.8% و47.0%، وفي المناطق الجنوبية بنسبة 19%.

وأكّد جواد البكري، المستشار في مجال المياه والزراعة، أن أزمة المناخ أدّت إلى تفاقم الهجرة الداخلية ونزوح السكّان إلى العاصمة والمدن الحضرية، قائلا إن ”المزارعين في مناطق إربد، ومأدبا، والكرك، والمفرق، لجأوا إلى بيع أراضيهم لتدنّي إنتاجيتها وعائدها المالي جرّاء تجزئة الأراضي الزراعية وقلة هطول الأمطار“.

وكانت قد أظهرت دراسة سابقة، أجراها المجلس العربي للمياه وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، أن ”موجات الجفاف المتكرّرة التي شهدتها قرية دير الكهف بمحافظة المفرق دفعت بالغالبية العظمى من السكّان لبيع بعض أو كل ما يمتلكونه من ماشية، وإغلاق مزارعهم في الأعوام الأخيرة“.

وفي ظلّ هذه التغيرات المناخية، فإن أي زيادة سكّانية في منطقة جغرافية محدودة سيؤدي إلى تراجع قدرتها على تحمل تداعيات أزمة المناخ، بحسب زياد العلاونة، المستشار في الصحة العامة، قائلا إن ”قدرة العاصمة على تحمّل تبعات التغيرات المناخية هي الأعلى مقارنة بالمحافظات الأخرى، ولكن تزايد أعداد السكّان في العاصمة سيُفقدها هذه الميزة مستقبلا إن لم يُرافقها خطط حكومية لزيادة قدرة المحافظات الأخرى على تحمّل التداعيات المناخية لتُصبح مكانا جاذبا للعيش“.

وكانت مسودة تقرير تقييم المخاطر للعاصمة عمّان في ضوء ما ستشهده من تبعات مناخية متطرفة مستقبلا، والتي أعدّها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والأمم المتحدة للبيئة والمستوطنات البشرية، قد أكّدت أهمية تطبيق مفهوم المرونة الحضرية للمناخ، بالإضافة إلى الاعتماد على التكيّف القائم على النظام الإيكولوجي، وإنشاء نظام للإنذار المبكّر فيها.

المصدر: جريدة الغد الأردنية