مناخنا المتغير… طبيعي أم بشريّ المنشأ؟

Aug 12, 2024

يُعد التغير المناخي من أبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم، فما هي أسبابه، وهل هو طبيعي أم بشريّ المنشأ؟ وما هي تداعياته عبر التاريخ؟

شهد كوكبنا تغيرات مناخية متعددة عبر العصور نتيجة عوامل طبيعية وأنشطة بشرية متزايدة منذ الثورة الصناعية. فمنذ بداية تاريخ البشرية، شهدت الأرض تغيرات مناخية تتّسِم بالتقلّبات والتباينات التي تأثّرت بعوامل عدة، مثل تغيرات في مدار الأرض، وتذبذبات في نشاط الشمس، وانفجارات بركانية كبرى، متسبّبة بتقلّبات في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، ما أثّر بشكل كبير على النظم الإيكولوجية والمجتمعات البشرية التي تعتمد على الزراعة والموارد الطبيعية.

كما تعرّضت الحضارات البشرية لتأثيرات كبيرة من التغيرات المناخية منذ آلاف السنين، حيث تأثّرت حضارات، مثل حضارات الشرق الأدنى القديمة وحضارات مصر القديمة، بتغيرات في أنماط هطول الأمطار والمواسم الزراعية، ما أدى إلى ضعف أو انهيار حضارات فى بعض الأحيان نتيجة موجات الجفاف الشديدة وتأثيرها على الزراعة والإنتاج الغذائي، إضافة إلى تأثير ارتفاع مستويات البحار والفيضانات والظواهر الجوية العنيفة على المدن الساحلية بشكل مدمّر.

ومع بداية الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، زادت البشرية في استخدام الوقود الأحفوري، الفحم والنفط والغاز المُسال، ما أدّى إلى انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرهما من الغازات الدفيئة، والتي أسهمت في زيادة احتباس الحرارة في الغلاف الجوي، متسبّبة في ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغيرات مناخية كارثية.

ويُؤدّي استخدام الفحم والنفط والغاز المُسال إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، بينما يُؤدّى تقليص مساحات الغابات إلى تقليل القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما تسبّب في تراكمه في الغلاف الجوي، علاوة على انبعاثات عمليات التصنيع والإنتاج الزراعي من الميثان والغازات الأخرى التي تُساهم في زيادة الاحتباس الحراري.

وعالميا، تأتي الصين والولايات المتحدة في مقدمة الدول من حيث حجم انبعاثات الغازات الدفيئة، بينما تتصدر قطر القائمة من حيث نصيب الفرد من الانبعاثات، كما تتصدر قطاعات الطاقة والصناعات الثقيلة والنقل حجم انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن مختلف القطاعات الاقتصادية.

وتميل تداعيات التغيرات المناخية البشرية المنشأ لأن تكون طويلة الأمد وأكثر حدّة، ما يتطلّب استجابات سريعة وفعّالة لتحديد المصادر الرئيسية للانبعاثات وتبنّي سياسات مناخية قوية للحدّ منها. وبالرغم من الاتفاقيات والبروتوكولات، مثل اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية وبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس، والتي تهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة والحدّ من الاحترار العالمي والتكيّف مع التغيرات المناخية، إلا أن هناك حاجة إلى جهود دولية أكبر وأكثر تنسيقا لمواجهة التحديات المناخية.

بقلم: أحمد عبدالحميد – أخبار اليوم