ظروف عمل خطيرة وسط موجات الحرّ في دول الخليج

Aug 10, 2024

طالبت منظمة ”هيومن رايتس ووتش“ دول الخليج بحماية العمّال المهاجرين من موجات الحرّ خلال فصل الصيف، مشيرة إلى المخاطر الصحية الشديدة التي يتعرّضون لها في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغير المناخي.

وقالت المنظمة الحقوقية إن ”على السلطات الخليجية أن تتبنّى فورا تدابير حماية من مخاطر الحرّ“، مطالبة أصحاب العمل بتوفير مناطق للرّاحة تحت الظلّ وماء الشرب.

وأكّدت المنظمة، بناء على شهادات أكثر من 100 عامل في السعودية والإمارات وقطر، جمعتها بين مايو 2023 ويوليو 2024، أن هذه الدول ”تتقاعس عن حماية العمّال الوافدين الذين يعملون في الهواء الطلق ويتعرّضون لمخاطر صحية شديدة مرتبطة بالحرّ، وسط موجات الحرّ التي يُغذّيها الاحتباس الحراري العالمي“.

وأوضحت المنظمة أنه ”يشيع بين العمّال نزيف الأنف، والحمى، والصداع، والغثيان، والإغماء“، مضيفة ”للحرّ أيضا آثار صحية دائمة مثل الفشل الكلوي في المرحلة النهائية وحتى الموت“.

ونقلت المنظمة عن عامل مقيم في السعودية أن ”كل يوم، وفي أوقات مختلفة تشمل الصباح والمساء، يفقد عامل أو عاملان الوعي أثناء العمل، بل أحيانا أثناء الطريق إلى العمل“.

وبين يونيو وسبتمبر، تمنع دول الخليج العمل تحت أشعة الشمس بين الظهر والساعة الثالثة عصرا، ضمن إطار سياسة ”حظر العمل وقت الظهيرة“، ولكن ذلك لا يشمل جميع العمّال، مثل عمّال توصيل الطلبات المنزلية.

واعتبرت المنظمة تدابير الحظر هذه ”غير كافية“، موضحة أنها تُطبّق فقط على ”العمل في الهواء الطلق خلال ساعات محدّدة مسبقا في أشهر الصيف بدلا من استخدام مؤشر الحرارة للبُصيلة الرّطبة الكرويّة الذي يقيس الإجهاد الحراري المرتبط بالعمل على أساس درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية“.

وقال عامل مقيم في الإمارات ”الرّاحة ثلاث ساعات لا تجعل الحرّ يزول. بعد الثالثة عصرا يُصبح الجو حارّا جدا، وتبدأ بالشعور بالدوار، ويُصبح جسمك ضعيفا، وتفقد مهاراتك المعرفية والحركية“.

كما أكّد أربعة عمّال تحدّثت إليهم المنظمة هذا الصيف أن المياه ليست متاحة دائما في موقع العمل.

وتُواجه المنطقة الصحراوية، وهي واحدة من المناطق الأكثر حرّا في العالم، تهديدات متزايدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغير المناخي.

وكانت قد أعلنت دول الخليج خططها لتحقيق الحياد الكربوني على المدى الطويل، إضافة إلى العمل على تطوير مصادر للطاقات المتجددة، لكنها تواصل تصدير الوقود الأحفوري، النفط والغاز، والذي يُساهم استهلاكه بشكل أساسي في مفاقمة الاحترار المناخي.

المصدر: أ ف ب