أسباب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة القياسية

Aug 10, 2024

تشهد معظم دول العالم ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، يُهدّد بشكل مباشر الحياة على الأرض، وفقا لخبراء المناخ.

وأظهرت محطات الرصد الجوي ارتفاعا واضحا في متوسط درجات الحرارة، الذي يتجاوز الحدّ 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقيات باريس.

وشهدت منطقة الشرق الأوسط تغيّرات مناخية ملحوظة، مثل العاصفة دانيال التي ضربت شرق ليبيا، والفيضانات والأمطار الغزيرة التي اجتاحت الإمارات وعُمان والخليج العربي عموما خلال أبريل الماضي.

كما أن التغيّرات في أنماط هطول الأمطار الموسمية في مناطق القرن الإفريقي وجنوب الصحراء الكبرى تُشير إلى حدوث تغيّر كبير في المناخ، سواء في كمية الأمطار وتوقيتها وشدّتها، والارتفاع القياسي في درجات الحرارة.

ولا يقتصر الأمر على ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، بل يشمل أيضا الانخفاضات الحادّة في درجات الحرارة خلال الشتاء، والعواصف الثلجية في المناطق الباردة، والأمطار الغزيرة التي تتحوّل إلى سيول وفيضانات في مختلف مناطق العالم.

أسباب الكارثة

إن ارتفاع درجات الحرارة الذي يشهده العالم يتجاوز كل المعدلات الطبيعية، وذلك بسبب التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، والذي يزيد من تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي متسبّبا في احتباس الحرارة، إضافة إلى تأثير ظاهرة النينو المناخية، والتي تُسبّب جفافا في بعض المناطق وفيضانات في مناطق أخرى، وزيادة في تواتر وشدّة العواصف.

كما أن النشاطات العسكرية تلعب دورا كبيرا في تغيّر أنماط المناخ، إذ تُؤدّي الانفجارات والانبعاثات الناتجة عن الحروب إلى ارتفاع حرارة طبقات الجو العليا وتغيّر مسارات التيارات الهوائية.

تغيّرات قاتلة

وتوقّعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يكون متوسط درجة الحرارة العالمية القريبة من السطح لكل عام بين عامي 2024 و2028 أعلى من خط أساس الفترة بين عامي 1850 و1900، بمتوسط يتراوح بين 1.1 و1.9 درجة مئوية.

وأشارت المنظمة إلى أنه من المرجّح بنسبة 86% أن تُسجّل سنة واحدة على الأقل من هذه السنوات رقما قياسيا جديدا في درجات الحرارة، متجاوزة بذلك عام 2023 الذي يُعد حاليا أكثر الأعوام دفئا.

وتُؤدّي زيادة درجات حرارة البحار والمحيطات، وهي نتيجة مباشرة لتغير المناخ، إلى زيادة حدّة وشدّة العواصف الاستوائية، إذ واصلت درجات حرارة البحار والمحيطات تسجيل أرقام قياسية جديدة خلال عام 2024، لتؤكد استمرار الاتجاه السائد منذ عام 2023.

خطوات إنقاذية

يُشكّل ارتفاع درجات الحرارة العالمية تحديا كبيرا للبشرية، يتطلّب جهودا عالمية مشتركة لمعالجة أزمة المناخ.

وتقع على عاتق الدول الصناعية الكبرى مسؤولية تاريخية لدعم الدول النامية التي تأثّرت بشكل أكبر بالتغير المناخي، رغم مساهمتها المحدودة في انبعاثات الغازات الدفيئة، ويتطلّب ذلك تقديم التزامات مالية قوية لتمويل مشاريع التكيّف والبنية التحتية، مع التركيز على قطاعات حيوية مثل الزراعة وإدارة الموارد المائية، وضمان الأمن الغذائي والمائي.

كما أن مواجهة تحديات ارتفاع درجات الحرارة تتطلّب اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة للانتقال إلى الطاقة المتجددة، وحماية الغابات، وتعزيز الزراعة المستدامة التي تُقلّل من انبعاثات الغازات الدفيئة وتُعزّز صحة التربة.

وعلى المستوى الفردي، تلعب التوعية والتثقيف دورا حاسما في مواجهة التغير المناخي، إذ يجب تعزيز الوعي بالمخاطر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وتشجيع تبنّي سلوكيات صديقة للبيئة.

المصدر: وكالات