كيف يؤثر تغير المناخ على مائدة الأميركيين اليومية؟

Aug 03, 2024

بينما تتراجع معدلات التضخم في الولايات المتحدة بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أربعة عقود، تستمر درجات الحرارة في الارتفاع، إذ يشهد هذا الصيف واحدا من أكثر الفصول حرارة على الإطلاق في معظم أنحاء البلاد والعالم.

ولكن المستهلكين في الولايات المتحدة لا يعانون فقط من ارتفاع فواتير الكهرباء بسبب هذا الصيف الحارّ، إذ قد يضطرون قريبا إلى دفع أسعار أعلى بكثير للفواكه والخضراوات نتيجة لارتفاع تكاليف الزراعة بسبب الحرارة.

وقال توم أفينيليس، أحد مالكي مزارع التوت الأزرق والحمضيات العضوية في كاليفورنيا، إن موجات الحرارة القياسية هذا الشهر تسبّبت في ذبول الفاكهة بمعدل أكثر من المعتاد، ما أدّى إلى تقليل المحصول القابل للحصاد.

ومع زيادة وتيرة هذه الأحداث الحرارية، سيُؤثّر ذلك على الإنتاج ويُغيّر ديناميكيات العرض والطلب، بحسب أفينيليس.

تأثير الحرارة على الإنتاج

ووجدت دراسة أجراها مجلس الأطلسي أن مزارعي الذرة في الولايات المتحدة يخسرون ”720 مليون دولار من الإيرادات سنويا بسبب تأثير الحرارة على غلّة المحاصيل، والتي ستزيد إلى مليار و700 مليون دولار سنويا بحلول عام 2030“.

كما أن درجات الحرارة التي تزيد بثلاث درجات على المتوسطات التاريخية ستُؤدّي إلى تقليل غلّة الفراولة بنسبة تصل إلى 40%، وفقا لبيانات غلّات الفراولة في سانتا ماريا بكاليفورنيا.

التحوّل إلى الزراعة الداخلية

وقال هنري سميث، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Agritecture، إن العديد من المزارعين حافظوا على الإنتاج نفسه كما في السنوات الماضية، لكن بتكلفة أعلى بشكل كبير.

وأضاف سميث أن ”زيادة استخدام المياه، والعمالة الإضافية لمراقبة وإدارة الإجهاد الحراري، والاستثمارات في إجراءات الحماية مثل الأقمشة المظلّلة، كلها تُسهم في زيادة تكاليف الإنتاج“.

كما تسبّبت تداعيات تغير المناخ في زيادة عدد المزارعين الذين يُحوّلون عملياتهم بالكامل إلى الزراعة الداخلية، حيث تُوفّر للمزارعين التحكم في العوامل البيئية، مثل درجة الحرارة والرطوبة، ما يُخفّف من الآثار السلبية لموجات الحرّ، بحسب سميث.

ومع ذلك، يُمكن أن تُسهم التكاليف الباهظة لتحويل الزراعة إلى الداخل أيضا في زيادة الأسعار التي يدفعها المستهلكون للمنتجات.

المصدر: سي إن إن