الاحتباس الحراري وتفاقم عواقب الصراعات

Jul 28, 2024

إن التقاعس عن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري يُهدّد بتكثيف الصراعات وزيادة عدد الضحايا، إذ أن تغير المناخ يُؤدّي إلى تفاقم عواقب الصراعات وزيادة حدّتها.

ويمكن أن يُؤدّي تغير المناخ إلى زيادة التوتر الاجتماعي والعدوان، حيث تزيد الحرارة من درجة العنف المنزلي، وتزيد كذلك من الاستقطاب في المجتمع وارتفاع تواتر الصراعات بين الأشخاص. وقد تزايد عدد الصراعات المسلحة بشكل حادّ في العقد الماضي، في ظلّ ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتي تُعتبر السبب الرئيسي لظاهرة الانحباس الحراري العالمي.

وفي السنوات الأخيرة، حظيت العلاقة بين تغير المناخ والصراعات باهتمام متزايد من العلماء وصنّاع السياسات، إذ وجدت عدة دراسات علاقة سببية بين تغير المناخ وزيادة الصراعات. ووفقا لإحدى الدراسات، فإن ارتفاع متوسط درجات الحرارة أو هطول الأمطار الغزيرة يُؤدّي إلى زيادة العنف بين الأشخاص بنسبة 4%، والصراعات بين المجموعات بنسبة 14%.

ولتحديد العلاقة السببية بين تغير المناخ والصراعات، قام خبراء صندوق النقد الدولي بمقارنة البيانات المتعلقة بالظروف المناخية والصراعات المسلحة من عام 2013 إلى عام 2022 في 168 دولة، ووجدوا أن الزيادات في متوسط درجات الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة لا ترتبط باندلاع الصراعات المسلحة، ولكنها تزيد من الصراعات التي اندلعت بالفعل.

ويُمكن للصدمات المناخية أن تُؤدّي إلى تفاقم الصراعات القائمة عبر زيادة المنافسة على الموارد في حال نقصها بعد وقوع الكوارث المناخية، وظهور تهديد للأمن الغذائي جرّاء انخفاض المحاصيل، إذ قد تُؤدّي الهجرة المرتبطة بتغير المناخ إلى زيادة التنافس على الموارد وتأجيج الصراعات في المناطق التي تعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية متوترة.

وتبني الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، توقعاتها على خمسة سيناريوهات رئيسية، أسوأها زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية بحلول منتصف القرن ونهايته بمقدار 2.4 درجة مئوية و4.4 درجة مئوية على التوالي، وإذا ما تحقّق هذا السيناريو، مع تساوي جميع العوامل الأخرى، فإن حصّة الخسائر البشرية بين سكّان الدول التي تشهد صراعا ستزيد بنسبة 12.3%، ما يُؤكّد مدى خطورة تداعيات الاحتباس الحراري، وأهمية مكافحة تغير المناخ.

بقلم: حسين الشويخ – صحيفة البلاد