دعوة عالمية للعمل المناخي بعد الارتفاع القياسي في درجات الحرارة

Jul 27, 2024

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوة عالمية للعمل من أجل الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية شهدت تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالمية، وفقا لبيانات وكالة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

وأكّد الأمين العام أن درجات الحرارة القصوى أصبحت قضية عالمية ملحّة ومستمرة، وليست حوادث معزولة، إذ أدّت موجات الحرّ مؤخرا إلى عواقب وخيمة، شملت وفاة أكثر من 1300 شخص في السعودية خلال موسم الحجّ هذا العام، وإغلاق بعض المناطق السياحية في أوروبا، إضافة إلى إغلاق المدارس في آسيا وإفريقيا، ما أثّر على أكثر من 80 مليون طفل.

كما تطرّق غوتيريش إلى موجات الحرّ القاتلة التي تضرب المناطق الساحلية، مع ارتفاع حالات دخول المستشفيات والوفيات، حيث تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما وضع 120 مليون شخص تحت أعلى مستوى تحذير من موجات الحرّ الشديد.

وأضاف أن ”الحرارة الشديدة تُمزّق الاقتصادات، وتُقوّض أهـداف التنمية المستدامة، وتقتل الناس“، موضحا أن ”الأرض أصبحت أكثر سخونة وخطورة على البشرية في كل مكان، إذ يواجه مليارات الأشخاص درجات حرارة تجاوزت الـ50 درجة مئوية في جميع أنحاء العالم“.

وأشار غوتيريش إلى أن الحرارة الشديدة تتفاقم بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، إذ تُقدَّر الوفيات المرتبطة بالحرارة بنحو نصف مليون شخص سنويا، وهو ما يتجاوز بكثير تأثير الأعاصير المدارية.

وشملت دعوة الأمين العام العالمية أربعة مجالات رئيسية، تتمثل في حماية الفئات السكّانية الأكثر ضعفا، وتعزيز سلامة العمّال ضدّ المخاطر المرتبطة بالحرارة، وتعزيز القدرة على الصمود من خلال خطط العمل المناخي، والحدّ من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية عن طريق التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وقال غوتيريش إن زيادة الوصول إلى حلول التبريد وأنظمة الإنذار المبكّر والمساعدات المالية أمر بالغ الأهمية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مؤكّدا على ضرورة تطبيق القوانين واللوائح لحماية العمّال المعرّضين للحرارة الشديدة، نظرا لتأثيرها الضارّ على الصحة وإنتاجية العمل.

ووفقا لتقرير منظمة العمل الدولية، فإن أكثر من 70% من القوى العاملة العالمية (2.4 مليار شخص) معرّضون لخطر كبير من الحرارة الشديدة، مشيرا إلى أن العمّال في إفريقيا والدول العربية وآسيا معرّضون للحرارة المفرطة بمعدل أعلى من المتوسط العالمي (71.0%)، إذ بلغت 92.9% و83.6% و74.7% على التوالي.

وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة أن الحرارة المفرطة هي سبب لقرابة الـ23 مليون إصابة في أماكن العمل حول العالم، وعندما ترتفع درجات الحرارة فإن إنتاجية العمل تنخفض بنسبة 50%، كما يُكلّف الإجهاد الحراري في العمل الاقتصاد العالمي 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 280 مليار دولار عن منتصف التسعينيات.

وشدّد غوتيريش على ضرورة مكافحة السبب الجذري لارتفاع درجات الحرارة، إذ تَكمُن المشكلة الأساسية في الاعتماد على الوقود الأحفوري، داعيا قادة العالم إلى الالتزام بالتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030.

المصدر: الأمم المتحدة