الطقس الحار قد يجعل الناس أكثر عدوانية

Jul 25, 2024

أشارت دراسة من جامعة كاليفورنيا باركلي إلى أن الحرارة المرتفعة قد تجعل الناس أكثر عدوانية في بعض الحالات الخاصة.

ووفقا للدراسة، التي شارك فيها حوالي 2000 متطوّع، نقل الباحثون المتطوّعين إلى غرفة من اثنتين، الأولى في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وتبلغ حرارتها 22 درجة مئوية، والثانية في نيروبي بكينيا وتبلغ حرارتها 30 درجة مئوية، وتم إخضاعهم لمجموعة من اختبارات اتخاذ القرار والاختبارات المعرفية، ثم قارن الباحثون بعد ذلك أداء الأفراد في الغرفتين الباردة والساخنة.

وخلصت النتائج إلى أنه في معظم الأحيان لم يكن هناك الكثير من الاختلافات بين أفراد الغرفتين، كما أن قدراتهم على اتخاذ القرار لم تتراجع.

ولكن جانبا من الاختبار شمل أن يتم إعطاء مهام لبعض الأفراد مع وعود بمكافأة مالية، ثم بعد ذلك تُمنع عنهم المكافأة، وهنا كان ردّ فعل فريق كاليفورنيا في النطاق الطبيعي، لكن ردّ فعل فريق نيروبي كان أشدّ قسوة، ما يعني وجود تأثير للحرارة على اتخاذ القرار.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل العلماء فيها على نتائج من هذا النوع، فمثلا أشارت بعض التجارب في 2017، والتي قسّمت الخاضعين لها في غرفتين إحداهما ذات درجة حرارة أعلى من الأخرى، إلى تصاعد درجات العدائية في الأفكار والمشاعر والسلوك لدى الجالسين في الغرفة الحارّة، مع تناسب بين مُدَد الإقامة بتلك الغرفة ودرجات العدائية.

وكانت إحدى أشهر التجارب في هذا النطاق قد أُجريت قبل ثلاثة عقود تقريبا حينما أخضع ألدرت فريدج ورفاقه، من جامعة بورتسموث بأمستردام، مجموعة مكونة من 38 ضابط شرطة لتجارب تتعلّق بدفعهم للتمرّن في غرف مختلفة في درجات الحرارة، ومحاكاة تدخل الضابط لمواجهة مشتبها في حالة إنذار بالسرقة.

وجاءت النتائج أن ضباط الغرفة الحارّة كانوا أكثر ميلا للاشتباه في هذا الشخص وفي درجة عدائيته وسحب المسدس الخاص بهم بنسبة 85% مقابل 45% في الغرفة الباردة.

وفي دراسات أخرى، ظهر أن جرائم العنف، مثل القتل والاعتداء الجسيم وإطلاق النار الجماعي، تكون أكثر احتمالا عندما ترتفع درجات الحرارة، بل حتى في البيئات الخاضعة للرقابة، مثل السجون، وجدت دراسة أُجريت عام 2021 زيادة بنسبة 18% في العنف بين النزلاء في الأيام الحارّة جدا.

ويظهر ذلك الأثر في أماكن متنوعة حول العالم، ما يُرجّح أن السبب يتعلق بتركيبة أجسامنا، حيث يعتقد العلماء أن هناك عدة تأثيرات تتسبّب في تلك العلاقة بين الغضب والحرارة، فأجسامنا لا يمكن أن تتعامل بسهولة مع درجات الحرارة القصوى التي تتجاوز حدودا معينة، وفي مرحلة ما يبدأ أداؤنا في المهام المختلفة بالتدهور، وتتأثر أجسامنا فيسيولوجيا بشكل يُؤثّر على مشاعرنا.

كما يُمكن أن تُسبّب الحرارة حالة من عدم الارتياح الجسدي، وهذا أمر نلاحظه في الأيام الشديدة الحرارة، ما قد يزيد من التوتر والتهيّج والإحباط، وحينما يحدث ذلك فمن المرجّح أن يتعامل الناس بعدوانية مع الاستفزازات البسيطة.

وغالبا ما يتزامن ارتفاع درجات الحرارة مع زيادة الأنشطة الخارجية والتفاعلات الاجتماعية، ما يُؤدّي إلى الازدحام، والبيئات المزدحمة يمكن أن تزيد من التوتر والعدوانية إلى جانب الحرارة.

ويرى فريق من الباحثين أن أدمغة البشر تكيّفت مع الزمن للتعامل بحذر شديد مع كل ما يرتبط بالحرارة، فالأمر لا يقف فقط على التأثير الفيسيولوجي، بل مجرّد تغذية عقول البعض بأفكار عن الحرارة قد تتسبّب في دفعهم لاستحضار أفكار غاضبة.

المصدر: جامعة كاليفورنيا باركلي