ما أسباب الإجهاد الحراري، وما أثره على الصحة؟

Jul 24, 2024

تتوالى تحذيرات وكالات الأرصاد الجوية بشأن موجات الحرارة العالية التي تضرب عدة مناطق حول العالم، وعلى وجه الخصوص حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تتسبّب بمخاطر تُهدّد صحة الإنسان، وعلى رأسها الإجهاد الحراري، الذي قد تصل تبعاته إلى الوفاة.

ويُعرّف الإجهاد الحراري بأنه حالة تحدث عند تعرّض الجسم للحرارة الزائدة مع ارتفاع في درجات الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاقّ، وهو واحد من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة.

ويُعد أسوأ من التقلّصات الحرارية، وأقل خطرا من التعرّض لضربة الشمس التي قد تُؤدّي إلى الوفاة، كما تشمل أعراضه التعرّق بغزارة وتسارع نبضات القلب.

ويمكن للإجهاد الحراري أن يحدث دون التعرّض مباشرة للشمس، إذ قد يحدث للإنسان في مكان مغلق أو مظلّل جرّاء تعرّضه لانبعاث حراري شديد ومتواصل في هذا المكان، مثل عمّال المناجم ومصانع الحديد، وسائقي الشاحنات الكبيرة، والعاملين في المطاعم، حيث يواجه هؤلاء حرارة كبيرة منبعثة من أفران أو آلات إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة في الخارج.

وتتنوّع الأعراض في حال الإجهاد الحراري بين التعرّق المفرط والإرهاق الشديد، وسرعة نبض القلب وضعفه، وانخفاض ضغط الدم عند الوقوف، والإغماء والغثيان، والتقيؤ والصداع، والتقلصات العضلية، إضافة إلى جفاف الجسم.

وتكمن الخطورة في التعرّض للحرارة المفرطة، وبخاصة عندما تتعدى حرارة الجسم عتبة الـ40 درجة مئوية، وهو ما يُعتبر حالة طبية طارئة قد تُؤدّي إلى تلف الأعضاء على المدى المتوسط والطويل، ومن ثم إلى الوفاة.

ولتفادي هذه المخاطر، ينصح الأطباء بزيادة شرب الماء والسوائل لتجنّب جفاف الجسم، بالإضافة إلى زيادة الاستحمام أو تبريد الجسم بالماء، وتناول عصائر الفاكهة والسوائل من أجل تزويد الجسم بالأملاح المعدنية التي يفقدها بسبب التعرّق.

ومع تزايد موجات الحرّ في السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري امتلاك كل شخص حقيبة إسعافات أولية تشمل عبوات لأملاح الإماهة الفموية، ومقياس الحرارة، وزجاجات الماء، وقطع القماش التي يمكن تبليلها لتبريد جسم المصاب، ومروحة محمولة أو بخاخ ماء يعمل بالبطاريات، أو غيرها من الوسائل الناجعة في علاج أعراض الإجهاد الحراري.

وفي ظلّ التغير المناخي وانعكاساته على الطقس، أصبح خطر الإصابة بالإجهاد الحراري أكبر في السنوات الأخيرة مع تزايد موجات الحرّ التي تضرب عدة مناطق في العالم.

وتُعرّف موجة الحرّ على أنها حدوث ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة لفترة طويلة، وغالبا ما تكون مصحوبة بارتفاع في مستوى الرطوبة. وبحسب المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، أصبحت موجات الحرّ أبرز أحوال الطقس المتطرفة التي تتسبّب فيها التغيرات المناخية.

وتأتي موجات الحرّ هذه في ظلّ تحذيرات منظمات بيئية وعلماء المناخ من تزايد الظواهر المناخية المتطرفة نتيجة التغير المناخي، مطالبين باتخاذ إجراءات عاجلة للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحسين استراتيجيات التكيّف مع التغيرات المناخية لحماية كوكبنا.

المصدر: تي آر تي عربي