284 يورو كلفة آثار أزمة المناخ لكل فرد في إيطاليا خلال 2023

Jul 23, 2024

لم تعد الكوارث المناخية الأكثر تكلفة في العالم تضرب البلدان الفقيرة فقط، ولكن أيضا انضمت إليها الدول المتقدمة، إذ بلغت كلفة آثار أزمة المناخ في إيطاليا خلال عام 2023 قرابة الـ284 يورو لكل شخص، أي خمسة أضعاف ما كانت عليه في عام 2015، لتسجل أعلى مستوى في الاتحاد الأوروبي.

ووفقا لتقرير تم تقديمه في مؤتمر استضافه مركز أبحاث البيت الأوروبي ”أمبروسيتي“، فإن الزراعة كانت القطاع الأكثر تضرّرا في إيطاليا، إذ تعاني 12 منطقة من مستويات عالية من الإجهاد المائي، خاصة بازيليكاتا وكالابريا وصقلية وبوليا، مشيرا إلى أن أكبر الأضرار الاقتصادية المرتبطة بالمناخ كانت بسبب الفيضانات بـ44% من الإجمالي، والعواصف بـ34%، وموجات الحرّ بـ14%.

وأظهر التقرير انخفاضا حادّا في إنتاج العسل بنسبة 70% في عام 2023، إلى جانب انخفاض عائدات الكمثرى بنسبة 63%، وإنتاج الكرز بنسبة 60%، فيما تراجع إنتاج زيت الزيتون بنسبة 27%، وانخفض إنتاج الطماطم بنسبة 12%.

وفي يوليو الماضي، شهدت إيطاليا موجة حارّة وأسوأ موجة جفاف منذ سبعة عقود على الأقل، ما أدّى إلى انهيار جليدي في جبال الألب الإيطالية.

ومع زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في جميع أنحاء أوروبا، تزداد أيضا الأحوال الجوية المتطرفة، حيث أصابت سنوات متتالية من الجفاف المزارعين في إسبانيا وجنوب فرنسا، في حين كانت هناك موجات حرّ غير مسبوقة في جميع أنحاء القارة.

ووفقا لخبراء المناخ، فإن جغرافية إيطاليا تجعلها عرضة بشكل خاص للكوارث المناخية، فجيولوجيتها المتنوعة تجعلها عرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، في حين أن ارتفاع درجة حرارة البحار على الجانبين يجعلها عرضة للعواصف القوية بشكل متزايد، وسط ارتفاع درجات الحرارة القياسية.

وفي أغسطس الماضي، سجّلت محطة أرصاد جوية بالقرب من سيراكيوز في جزيرة صقلية الجنوبية درجة حرارة 48.8 درجة مئوية، والتي يُعتقد أنها أعلى درجة حرارة يتم قياسها على الإطلاق في أوروبا. وبينما يخوض العالم معركة حاسمة لإبقاء الزيادة في متوسط ​​درجات الحرارة العالمية أقل من 1.5 درجة مئوية، فإن متوسط ​​درجات الحرارة في إيطاليا على مدى السنوات العشر الماضية قد تخطى بالفعل 2.1 درجة مئوية عما كان عليه في عصور ما قبل الصناعة.

وبحسب مجموعة كولديريتي الوطنية للمزارعين، فإن عدد الظواهر الجوية القاسية التي تم تسجيلها في الصيف الماضي، بما في ذلك الأعاصير وحجارة البَرَد العملاقة والصواعق، كان خمسة أضعاف العدد المسجّل قبل عقد من الزمن. وكما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم التي تشعر بالفعل بآثار انهيار المناخ، فإن المزارعين هم الأكثر معاناة، فقد تسبّب الجفاف الشديد في انخفاض غلّات المحاصيل بنسبة تصل إلى 45%.

وعلى الرغم من تصاعد الكوارث المناخية المتطرفة، فإن صنّاع السياسات الإيطاليين بدأوا للتو في التدخل، إذ نشرت وزارة البيئة الإيطالية أول خطة وطنية للتكيّف مع تغير المناخ في ديسمبر 2022، بعد ما يقرب من أربع سنوات من التأخير.

المصدر: وكالة الأنباء الإيطالية (أنسامد)