تأثير تعطل الإنترنت عالميا في البيئة والمناخ

Jul 21, 2024

أدّى تعطل الإنترنت في مناطق عديدة حول العالم إلى استفادة البيئة والمناخ، إذ كان لهذا الانقطاع آثار إيجابية على كوكب الأرض، أهمها انخفاض مستويات التلوّث وتقليص انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري جرّاء توقف حركة المطارات وشركات الطيران وأنظمة الملاحة الجوية، وجزء من النقل البري والبحري.

ويتفاقم كلٌ من تغير المناخ وتلوّث الهواء بسبب حرق الوقود الأحفوري، ما يزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسبّبة للاحتباس الحراري، وفقا للتقارير الأممية التي لم تتوقف عن دقّ ناقوس الخطر عن التهديدات المتواصلة للتغيرات المناخية في العالم وآثارها السلبية بشكل واضح في مختلف المنظومات البيئية.

وعلى الرغم من الفوضى الكبيرة التي تسبّب فيها هذا الخلل التقني عالميا، وتداعياته السلبية خاصة على الأنظمة الصحية، إلا أنه أعاد إلى الأذهان تأثير جائحة كورونا في جوانب عدة، حيث نجم عن التقلّص الحادّ في سفر وتنقّل الأفراد والنشاطات الاجتماعية والتجارية انخفاض مستوى تلوّث الهواء في العديد من المناطق حول العالم، كما أسفرت عمليات الإغلاق وإجراءات أخرى عن انخفاض بنسبة 25% من انبعاثات الكربون، والتي قدّر أحد علماء أنظمة الأرض أنها ربما قد أنقذت ما لا يقل عن 77000 كائن حي على مدى شهرين.

وتُساهم الانبعاثات الناتجة عن الطيران بشكل كبير في تغير المناخ، إذ تحرق الطائرات الوقود الأحفوري الذي لا يؤدي إلى إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل يؤدي أيضا إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي وغير مسبوق بسبب أكسيد النيتروجين (NOx) ومسارات البخار وتكوين السّحب الناتجة من الارتفاع الذي تعمل عليه الطائرات.

وبين عامي 1990 و2019، ارتفعت انبعاثات الطيران من 1.5% من جميع الانبعاثات الأوروبية إلى 4.7%، ومن المتوقع أن تتضاعف بحلول عام 2050 إذا لم يتم تخفيفها، بحسب توقعات مؤسسة (Transport & Environment) الأوروبية والمعنية بتأثيرات النقل على المناخ.

وتُشير دراسات حديثة إلى أن رحلات الطيران مسؤولة عن حوالي 2.5 – 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، ففي عام 2019، أطلق الطيران التجاري أكثر من 900 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، ويُقدر التأثير الإجمالي للطيران على ظاهرة الاحتباس الحراري، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات ثاني أكسيد الكربون وغيرها مثل النفّاثات وتكوين السّحب الرقيقة، بحوالي 5% من إجمالي ظاهرة الاحتباس الحراري التي يُسبّبها الإنسان.

وبعملية حسابية بسيطة، فإنه بقسمة 900 مليون على عدد أيام السنة، يكون المعدل اليومي 2.465 طنا، ما يعني أنه في حال توقف حركة الطيران ليوم واحد، فإن البيئة تكسب انخفاضا في كميات ثاني أكسيد الكربون بما يقارب من 2.465 طنا.

وفي عام 2019 وحده، استهلكت صناعة الطيران التجاري العالمية حوالي 96 مليار غالون من وقود الطائرات، ويؤدي استهلاك وقود الطائرات إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وينتج عن حرق كل غالون من وقود الطائرات حوالي 21.1 رطل (9.57 كلغ) من ثاني أكسيد الكربون.

ويمكن قياس حجم السفر الجوي اليومي من خلال عدد الرحلات الجوية والركّاب والبضائع المنقولة، إذ كان هناك ما يقرب من 100 ألف رحلة جوية تجارية يوميا على مستوى العالم قبل تفشّي جائحة كوفيد-19، وفي المتوسط يُسافر نحو 12 مليون شخص جوا يوميا. وقد أدّى التعافي بعد الوباء إلى جعل الرقم أقرب إلى مستويات ما قبل الوباء، ويشمل ذلك رحلات الركّاب والبضائع التي تُديرها شركات الطيران حول العالم.

ويوجد في العالم أكثر من 40 ألف مطار، وتتعامل مطارات رئيسية، مثل مطار هارتسفيلد-جاكسون أتلانتا الدولي، ومطار بكين الدولي، ومطار دبي الدولي، مع آلاف الرحلات الجوية يوميا، فعلى سبيل المثال، يشهد مطار أتلانتا أكثر من 2500 رحلة يوميا في المتوسط.

ورغم عدم إمكانية التعويل على انخفاض الغازات الدفينة بسبب توقف الرحلات ليوم واحد، إلا أن ذلك يُعد مؤشرا جديدا على حجم تأثّر البيئة بالغازات الناتجة من عمليات السفر، والتي تُطلقها الرحلات الجوية تحديدا.

يُذكر أن ثاني أكسيد الكربون يُعد من أهم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، إذ يُمثّل حوالي 64% من تأثير الاحترار على المناخ، ويرجع انبعاثه بشكل أساسي إلى حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: وكالات