هل تصبح الانهيارات الأرضية أكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ؟

Jul 19, 2024

تُعد الانهيارات الأرضية أكثر انتشارا من أي حدث جيولوجي آخر، ويمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ويُشير الخبراء إلى أنها أصبحت أكثر تواترا وشدّة بسبب تغير المناخ، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.

ومنذ مطلع هذا العام، حدثت هذه الكوارث في إندونيسيا ونيبال وبابوا غينيا الجديدة، ما أدّى إلى مقتل العديد من الأشخاص وفقدان المزيد منهم.

ما هو الانهيار الأرضي؟

الانهيار الأرضي هو حركة هبوطية تحدث للصخور أو التربة أو الحطام على المنحدرات، ويمكن أن تحدث فجأة أو تدريجيا على مدى فترة طويلة من الزمن.

وتحدث عندما تكون القوى التي تُؤثّر على المنحدر (الجاذبية بشكل أساسي) أقوى من المواد التي تُثبّت مكوناته، وفقا لموقع هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

ما هي الأسباب الرئيسية للانهيارات الأرضية؟

وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، يمكن أن تبدأ الانهيارات الأرضية في المنحدرات التي تكون بالفعل على وشك الحركة بسبب هطول الأمطار، وذوبان الثلوج، والتغيرات في مستوى المياه، والتغيرات في المياه الجوفية، والزلازل، والنشاط البركاني، والاضطرابات الناجمة عن الأنشطة البشرية، أو أيّ مزيج من هذه العوامل.

وهناك أيضا انهيارات أرضية تحت الماء، وتُعرف باسم الانهيارات الأرضية في قاع البحار، ويمكن أن تحدث بسبب الزلازل والعواصف، وتُؤدّي في بعض الأحيان إلى حدوث موجات المدّ العاتية (تسونامي) التي تلحق الضرر بالمناطق الساحلية.

وتشمل المناطق الأكثر عرضة لحدوث الانهيارات الأرضية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية:

– سفوح التلال شديدة الانحدار وقيعان الوديان.

– الأراضي التي احترقت بسبب حرائق الغابات.

– المناطق التي تغيّرت طبيعتها بسبب الأنشطة البشرية.

– القنوات على طول مجاري الجداول الصغيرة أو الأنهار.

– مجاري المياه السطحية أو الأماكن ذات التشبّع الشديد بالمياه الجوفية.

ما هي الأنواع المختلفة للانهيارات الأرضية؟

تتعدّد الانهيارات الأرضية على حسب طبيعتها من الانهيارات الصخرية السريعة وتدفقات الحطام إلى الانهيارات الضخمة التي تستمر لعدة قرون.

والعديد منها مُعقّد ويجمع بين الانهيارات الأرضية بطيئة الحركة وتدفقات الحطام السريعة، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ويتضمّن مصطلح ”الانهيار الأرضي“ خمسة أنواع من حركة المنحدرات، وهي: سقوط الصخور، الإطاحة، الانزلاق، الامتدادات، التدفقات، وتنقسم هذه الأنواع حسب المادة الجيولوجية المتساقطة، إما صخور الأساس أو الحطام أو التربة، كما يلي:

سقوط الصخور: سقوط مفاجئ للصخور أو التربة من المنحدرات الشديدة.

الإطاحة: الدوران الأمامي للمادة خارج المنحدر حول المحور.

الانزلاق: حركة انحدار المواد على طول سطح محدد، بما في ذلك الانزلاقات الدورانية والمتعدية.

الامتدادات: الحركة الجانبية على المنحدرات الخفيفة، وغالبا ما تكون بسبب التميّع أو التسييل، حيث تضعف الرواسب السطحية المغطاة بالمياه والمعبأة بالمياه أثناء الاهتزاز القوي، مثل الزلازل.

التدفقات: حركة تشبه حركة السوائل، مثل تدفقات الحطام (التدفقات الطينية) وتدفقات التربة.

هل الانهيارات الأرضية مرتبطة بتغير المناخ؟

وفقا للخبراء، فإن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يُؤدّي إلى المزيد من الانهيارات الأرضية.

وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فمن المتوقع أن يزداد تواتر وحجم الانهيارات الأرضية في بعض المناطق بسبب تغير المناخ، الذي يُؤدّي إلى زيادة كثافة هطول الأمطار الغزيرة، والتي يمكن أن تُؤدّي بدورها إلى انهيارات أرضية.

وهذا محتمل بشكل خاص في المناطق الجبلية التي تتساقط فيها الثلوج والجليد، إذ مع ذوبان التربة الصقيعية يمكن أن تصبح المنحدرات الصخرية غير مستقرة بدرجة أكبر، ما يُؤدّي إلى انهيارات أرضية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

كما يرتبط تغير المناخ بحرائق الغابات الأكثر تواترا وشدّة، ويمكن أن تشهد المناطق المحروقة مؤخرا زيادة في حدوث الانزلاقات الأرضية، حيث أن الحرائق تُغيّر التربة والغطاء النباتي، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

المصدر: بي بي سي عربي