رفقا بكوكبنا من مخاطر التغير المناخي!

Jul 22, 2024

تُعد قضية التغير المناخي إحدى أهم القضايا المعاصرة التي تُؤرق البشرية، خاصة العارفين ببواطن أمور هذه القضية من خبراء المناخ والجيولوجيين في كل أنحاء العالم.

وقبل أربعة عقود، حينما بدأت التحذيرات الخجولة تظهر تدريجيا في أنحاء الكرة الأرضية حول خطر التغير المناخي، لم يكن كثير من قادة العالم، خاصة الدول الكبرى، يُبدون اهتماما ذا شأن بهذه القضية وبالعمل على معالجة تبعاتها، وإن بدأت حينها بعض الإجراءات الخجولة أيضا لمعالجة هذه التأثيرات، لكنها لم تَرق إلى المستوى المطلوب، بل طَغت المصلحة الخاصة وقصيرة المدى كسمة غالبة على ردود فعل الدول بشكل عام والكبرى بشكل خاص.

وبمعنى آخر، فإن الدول الكبرى لم تتخذ إجراءات واقعية وملموسة للحدّ من التغير المناخي الذي تَلفُّ مخاطرُه العالم كله، من شماله حيث تُشير مستويات ذوبان الجليد في القطب الشمالي إلى مستويات عالية الخطورة، حتى جنوبه بنفس السيناريو تقريبا، الأمر الذي يُؤثّر سلبا على سواحل الدول المنخفضة والقريبة من مستوى البحر.

وتأكيدا على هذه المخاطر، تُشير الدراسات إلى احتمالية اختفاء وغرق مدن ساحلية كثيرة في العالم، حيث تتقدم مياه البحر نحوها بمعدلات ملحوظة للغاية.

وبناء على ذلك، فإن العالم مطالب أكثر من أي وقت مضى بإجراءات حاسمة ومهمة على صعيد مكافحة تأثيرات التغير المناخي، بما في ذلك تبنّي الطاقة المتجددة والنظيفة، والاقتصاد الأخضر، علاوة على ضرورة الشروع في بناء مشاريع إزالة الانبعاثات، ووضع الخطط الوطنية للتغير المناخي على مستوى دول العالم، واتخاذ بعض التدابير الوقائية، كتخفيض الانبعاثات الكربونية، والتدابير التنظيمية التي تحمي الأنظمة البيئية الهشّة وتحافظ عليها.

إن خطر التغير المناخي يقتضي من دول العالم أجمع ضرورة إنقاذ كوكب الأرض، والذي أنهكته النشاطات السيئة والممارسات الجائرة التي دمّرت كثيرا من مقوّماته البيئية طوال ثلاثة قرون من العصر الصناعي. وفي تقديرنا المتواضع، فإن درجات الحرارة التي ارتفعت في السنوات القليلة الماضية، ووصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وهي في تزايد مستمر عاما بعد آخر، تُمثّل ناقوسَ خطر يتوجّب الانتباه له حفاظا على مستقبل كوكب الأرض وسلامة البشرية.

بقلم: عيسى العميري – الاتحاد