الكوارث المناخية القاسية تُهدد أسواق الغذاء العالمية

Jul 15, 2024

تتعرّض أسواق الغذاء العالمية مرة أخرى لاهتزاز بسبب الكوارث المناخية القاسية، ما يُثير المخاوف من مدى ضعف سلاسل التوريد الزراعية أمام التقلّبات المناخية.

وأدّت الظروف الجوية السيئة الأخيرة إلى تحوّلات كبيرة في أسعار العديد من السلع الأساسية، ما أثّر على المنتجين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

أسعار القهوة في تصاعد

وأثّرت الكوارث المناخية القاسية بشدّة على إنتاج القهوة في أميركا الجنوبية وآسيا، حيث تشهد البرازيل (أكبر منتج للبن في العالم) انخفاضا في محصولها، بعدما أبلغ المزارعون عن حبوب أصغر من المعتاد بسبب الجفاف. وبالمثل، عانى المنتجون في فيتنام وإندونيسيا أيضا.

وأدّت هذه الاضطرابات إلى دفع العقود الآجلة للقهوة العربية (آرابيكا) إلى أعلى مستوى لها منذ عامين، في حين وصلت قهوة روبوستا المفضلة للمشروبات سريعة التحضير إلى أعلى سعر لها منذ السبعينيات.

وحذّرت شركة تحميص القهوة الإيطالية ”لافاتزا“ من أن أسعار القهوة ستستمر في الارتفاع حتى منتصف العام المقبل بسبب نقص الحبوب، مشيرة إلى زيادة التكاليف الناجمة عن اضطرابات الشحن، مثل تلك الموجودة في قناة السويس، ما يفاقم المشكلة.

تضخم الشوكولاتة يلوح في الأفق

وقد تشهد الشوكولاتة قريبا أسعارا أعلى، إذ أدّى الطقس غير الملائم إلى تدمير محصول الكاكاو في غرب إفريقيا.

وعلى الرغم من أن صانعي الشوكولاتة تمكنوا حتى الآن من حماية أنفسهم من أسوأ ارتفاع في أسعار الكاكاو من خلال الاعتماد على المخزونات، فإنهم سيحتاجون قريبا إلى تجديد الإمدادات بتكاليف أعلى.

وشهدت مؤخرا أسهم شركة باري كولبوت، وهي شركة سويسرية بلجيكية رائدة في تصنيع الشوكولاتة، انخفاضا كبيرا بنحو 9% بسبب المخاوف من مدى صمود الطلب على الشوكولاتة أمام أسعار الكاكاو المتزايدة.

تقلّبات سوق الحبوب

وفي حين استفادت بعض المحاصيل من الأحداث المناخية الأخيرة، فإن التأثير العام كان مختلطا. ففي الولايات المتحدة -على سبيل المثال- جلب الإعصار بيريل الأمطار إلى حقول الذرة وفول الصويا، ما دفع العقود الآجلة لهذه المحاصيل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2020.

ومع ذلك، اجتاحت الأمطار الغزيرة مزارع القمح الفرنسية، ما أدّى إلى انخفاض بنسبة 15% في محصول القمح اللين، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 4 سنوات.

ويُهدّد هذا التخفيض بالحدّ من الصادرات إلى الأسواق الرئيسية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في حين تواجه الصين صيفا آخر من الطقس القاسي، إذ يُشكّل الجفاف والفيضانات والأعاصير مخاطر كبيرة على المحاصيل.

كما تُهدّد الظروف المتباينة في جميع أنحاء البلاد إنتاج القمح وفول الصويا والأرز والذرة، ما قد يؤدي إلى تضخم أسعار الغذاء.

وحذّر مركز المناخ الصيني من أن هذه الظواهر الجوية المتطرفة من المرجّح أن تزداد في تواترها وشدّتها بسبب تغير المناخ.

تحوّلات استهلاك اللحوم

وفي الأرجنتين، المعروفة باستهلاكها المرتفع للحوم البقر، تسبّبت الضغوط الاقتصادية في تحوّل ملحوظ نحو الدجاج الأرخص.

وأفاد مجلس التجارة في روزاريو بأنه من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب على لحوم البقر إلى أقل من 45 كيلوغراما للشخص الواحد هذا العام، وهو أدنى مستوى تم تسجيله منذ عام 1914.

ويُمثّل هذا التحوّل المرة الأولى التي يتساوى فيها طلب الأرجنتين على لحوم البقر مع الدجاج تقريبا، ما يعكس اتجاها أوسع للمستهلكين الذين يبحثون عن خيارات اللحوم بأسعار معقولة.

المصدر: بلومبيرغ