هل يؤدي التغير المناخي إلى موجة زلازل تضرب العالم؟

Jul 13, 2024

يشهد العالم موجة من القلق بسبب التغير المناخي الذي تشهده الكرة الأرضية بشكل متسارع. ووفقا لبعض العلماء، فإن التحوّل المناخي قد يؤدي إلى الكثير من الكوارث، بما فيها الزلازل والبراكين والأمراض والأوبئة.

وقال العلماء إن الزلازل هي واحدة من الكوارث الأكثر غموضا والأكثر تسبّبا للرّعب، إذ قد تؤدي إلى عدد كبير من القتلى والجرحى في غضون دقائق معدودة أو حتى ثوان قليلة.

ويُعد الزلزال التكتوني من أكبر وأخطر أنواع الزلازل، ويحدث بسبب الصفائح التكتونية، وهي ألواح الصخور الضخمة التي تُشكّل قشرة الأرض والوشاح العلوي. وتتسبّب الحرارة المنبعثة من أعماق الكوكب في تحرك هذه الصفائح بمعدل نصف بوصة (1.5 سم) سنويا، ما يجعلها تحتك ببعضها البعض، وهو ما يؤدي إلى تزايد الضغط في تلك المناطق حتى يصل إلى نقطة الانهيار حيث تتحرك الصفائح فجأة، وتطلق طاقة تُسبّب الزلازل.

ولسوء الحظ، فإن تغير المناخ يمكن أن يجعل الزلازل تحدث بالقرب من بعضها البعض وبكثافة أكبر. ومع ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن الأنهار الجليدية تذوب بمعدلات متزايدة، ما يزيد من مخاطر حدوث الزلازل.

وقال جون كاسيدي، عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الكندية وجامعة فيكتوريا، إنه ”عندما تتدفق مياه الأنهار الجليدية الذائبة من الأرض إلى البحر، فإن الأرض التي كانت تقع تحتها ترتفع، وعندما يحدث هذا، فإن اختلافات الضغط يمكن أن تتسبّب في حدوث الصدوع التي كانت خاملة في السابق لتنفجر فجأة، ما يُسبّب الزلازل“.

كما ينتج عن ذوبان الأنهار الجليدية ارتفاع مستوى سطح البحر، وبحسب ماركو بونهوف، عالم الجيوفيزياء في مركز جي إف زد هيلمهولتز بوتسدام وجامعة برلين في ألمانيا، فإن ”مع ارتفاع مستوى سطح البحر، يرتفع أيضا الضغط تحت الماء في قاع البحر، ومع ارتفاع ضغط المياه، سيزداد الضغط على خطوط الصدع القريبة من الساحل أيضا“.

وقال بونهوف إن ”العديد من الزلازل متأخرة في دورتها الزلزالية، بما في ذلك الزلازل التي من المتوقع حدوثها بالقرب من سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس في العقود القليلة المقبلة، وهذا يعني أن مجرد زيادة طفيفة في الضغط كافية لتقدم الساعة الزلزالية، وقد تكون كافية في العديد من الأماكن لإحداث الزلازل“.

وأضاف بونهوف ”حتى لو توقفت انبعاثات الغازات الدفيئة الآن، فسوف يستغرق الأمر ما يصل إلى 1000 عام حتى يتوقف ارتفاع مستوى سطح البحر“، متوقعا أنه خلال ذلك الوقت ستصبح الفجوات بين الزلازل الساحلية الكبيرة أقصر.

ووفقا للعلماء، سوف تصل موجات التسونامي الناجمة عن الزلازل إلى مناطق أبعد في الداخل مع ارتفاع مستوى سطح البحر، وسوف تؤدي المحيطات الأكثر دفئا إلى زيادة هطول الأمطار الغزيرة، ما سيزيد من خطر الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلازل.

المصدر: موقع لايف ساينس