مخاطر التلوّث… حرائق وضوضاء وأمراض في القلب

Jul 09, 2024

حذّرت دراسة جديدة من أن التلوّث يُمثّل تهديدا صحيا أكبر من تهديد الحروب والملاريا والسلّ والمخدرات مجتمعة.

وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، إلى أن هناك حاجة ملحّة لتحسين مراقبة الملوّثات الرئيسية لتحديد المجتمعات الأكثر عرضة للخطر، وفهم أفضل لكيفية زيادة التعرّض لملوّثات معينة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وركّز الباحثون على ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوّث الهواء والتعرّض لدخان حرائق الغابات، وسلّطوا الضوء على الدوافع الأقل شهرة لأمراض القلب، بما في ذلك التربة، والضوضاء، والتلوّث الضوئي، والتعرّض للمواد الكيميائية السّامة.

وتُعد ملوّثات الهواء أكثر العوامل المسبّبة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها تُؤثّر في جسم الإنسان بطرق مختلفة، إذ يُمكن لاستنشاق الدخان والسموم الأخرى مباشرة إلى عمق الجهاز التنفسي السفلي ووصولها إلى الدم، ومن ثم نقلها إلى أعضاء أخرى في جميع أنحاء أجسامنا، أن يتسبّب في إلحاق الضرر بالخلايا والأعضاء، بما في ذلك القلب.

ويعتقد الباحثون أن الملوّثات يُمكن أن تؤدي إلى الالتهاب وزيادة في ضغط الدم والوزن. كذلك يُمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى الإصابة بالجفاف، وانخفاض سيولة الدم، وزيادة إجهاد القلب والأوعية الدموية، والفشل الكلوي الحادّ.

وقال جيسون كوفاسيتش، المعد الرئيسي للدراسة، والمدير التنفيذي لمعهد فيكتور تشانغ لأبحاث القلب في أستراليا، ”يموت كل عام نحو 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تلعب الملوّثات دورا متزايدا باستمرار“، مضيفا أنه يجب أن يكون هناك اعتراف أكبر بمخاطر التلوّث والدور الذي يلعبه في التسبّب في قرابة 9 مليون حالة وفاة كل عام على مستوى العالم.

ووفقا للدراسة، فإن ”الملوّثات وصلت إلى كل ركن من أركان العالم، وتُؤثّر في كل فرد، وهو ما نلاحظه من خلال مشاهدة حرائق الغابات غير المسبوقة، والارتفاع المتنامي في درجات الحرارة، والضوضاء غير المقبولة على الطرق، والتلوّث الضوئي في المدن، إضافة إلى زيادة التعرّض لمواد كيميائية سامة لم نتعرّض لها في السابق“.

وتُشير الدراسة إلى أن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب التلوّث أعلى بكثير مما هو معترف به حاليا، كما أن هناك فجوة كبيرة في فهم العلاقة بين الملوّثات وأمراض القلب.

وعلى الرغم من أن الأزمة البيئية وشيكة، وأن تأثيرها في الصحة أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، فإن الدافع للتغيير يبدو غير واضح، لذلك هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، وفقا للدراسة، مع تنامي تأثيرات تغير المناخ وتغلغل التلوّث في الهواء الذي نتنفسه، والمياه التي نشربها، والطعام الذي نأكله، والأماكن التي نعيش فيها.

كما دعا الباحثون إلى تنفيذ تغييرات صحية للقلب في تصاميم المدن، مثل زيادة الغطاء النباتي، وإنهاء الدعم المقدم لصناعة الوقود الأحفوري لتمكين المزيد من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة النظيفة.

المصدر: مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب