طلاء الأسطح باللون الأبيض لمقاومة الحرارة

Jul 06, 2024

أكدت دراستان حديثتان أن إعادة طلاء الأسطح والهياكل بالأبيض، وهي تقنية خضعت للتجربة في مدن كثيرة، علاج فعّال لمقاومة موجات الحرّ في المناطق الحضرية، وذلك لأنها تُخفّض الحرارة المحيطة حتى درجتين مئويتين.

وثبت أن الطلاء الأبيض يتمتّع بفعّالية أكبر من البدائل الأخرى، مثل الألواح الشمسية التي توضع على الأسطح لإحداث الظلّ وتمتصّ الإشعاع الشمسي، أو من تعزيز الغطاء النباتي، بحسب علماء من يونيفرسيتي كوليدج لندن (UCL).

وأجرى العلماء دراستهم، التي نُشرت في مجلة جيوفيزيكال ريسيرش ليترز (Geophysical Research Letters)، باستخدام نماذج مناخية ثلاثية الأبعاد في لندن وضواحيها بالاعتماد على بيانات من صيف 2018، وهو الصيف الأكثر حرًا على الإطلاق الذي سجّلته العاصمة البريطانية.

وتُظهر النماذج أنه ”في حال اعتمادها على نطاق واسع في كل أنحاء لندن، بإمكان الأسطح المَطلية باللون الأبيض أو المصنوعة من مادة عاكسة، وتُسمى أيضا الأسطح الباردة، أن تُخفّض درجة الحرارة الخارجية في المدينة بمعدل 1.2 درجة وصولا إلى درجتين مئويتين في بعض الأماكن“.

وأوضح أوسكار بروس، المعد الرئيسي للدراسة، أن ”الأسطح الباردة تُعد أفضل حل للحفاظ على درجة الحرارة عند مستويات منخفضة في أيام الصيف الأكثر تطرفا، وهناك طرق أخرى لها تأثيرات مفيدة مماثلة، ولكن لم يتمكن أيّ منها من تقليل الحرارة بالمقدار نفسه“.

ولا تتعدى قدرة الألواح الشمسية أو تخضير الشوارع عتبة 0.3 درجة مئوية -في المعدّل- على خفض الحرارة.

وكذلك الأمر بالنسبة للغطاء النباتي على الأسطح، فإضافة إلى كونه خيارا صعب التنفيذ، إذ يستوجب تعزيز الدعائم نظرا إلى الوزن الإضافي الذي يُمثّله، ورغم فوائده في ما يتعلق بتصريف مياه الأمطار أو تعزيز التنوع البيولوجي، فإن ”ليس له تأثير يُذكَر على صعيد الحدّ من الحرارة“، بحسب الدراسة.

كما أن تكييف الهواء، من خلال نقل الحرارة من داخل المباني إلى الخارج، من شأنه أن يزيد معدلات الحرارة في المدينة ككل بمقدار 0.15 درجة، وقد يصل الازدياد إلى درجة واحدة في وسط لندن، ما يُساهم في تكوين جزر حرارية.

وتُؤكّد الدراسة أنه ”من خلال إعادة الحرارة بدلا من امتصاصها، فإن الأسطح الباردة تتمتع بميزة مزدوجة تتمثّل في خفض درجة الحرارة، ليس فقط في البيئة الحضرية الخارجية، بل أيضا داخل المباني“.

وفي دراسة أخرى، أُجريت في سنغافورة، حيث أُعيد طلاء الأسطح والجدران وأسطح الطرق باللون الأبيض، تبيّن أن درجة الحرارة الإجمالية يُمكن أن تنخفض بما يصل إلى درجتين في فترة ما بعد الظهر، وأن التراجع المحسوس في درجات الحرارة لدى المارّة تَحسَّن بما يصل إلى 1.5 درجة مئوية.

ويرجع ذلك إلى تأثير البياض (أو العاكسية – Albedo). وكلما كان السطح أخف وزنا، ازدادت قدرته على أن يعكس الضوء، وبالتالي الحرارة. فعلى سبيل المثال، يُمكن للسّقف الأبيض المصنوع من البلاستيك الحراري أن يعكس 80% من أشعة الشمس.

وتخضع هذه الأساليب، التي أوصت بها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وجرت تجربتها في دول عدة مطلّة على البحر الأبيض المتوسط مثل اليونان، للاختبار في مدن مختلفة في بلدان كانت معتدلة مناخيا في السابق لكنها تشهد موجات حارّة بشكل متزايد.

المصدر: مجلة جيوفيزيكال ريسيرش ليترز