لماذا تحتاج البشرية إلى الأشجار؟

Jul 04, 2024

الأشجار، من الناحية البيولوجية، هي نباتات معمّرة تمتلك جذعا خشبيا وفروعا، ويمكن أن تصبح طويلة جدا، وهي ضرورية لبقائنا كبشر، إذ تُقدّم العديد من خدمات النظام البيئي.

وأشجار الفاكهة -مثلا- تُزوّدنا بالغذاء، مثل التفاح والأفوكادو والتمر والمكسرات والزيتون والحمضيات، والعديد من الأصناف الأخرى. كما كان الخشب ولا يزال يُستخدم كمادة أساسية في صنع الأثاث والورق والألياف النسيجية، مثل الفيسكوز، وأيضا كوقود.

ولكي تنمو، تقوم الأشجار بعملية التمثيل الضوئي، حيث تمتصّ الأشجار غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الهواء وتُحوّله بمساعدة ضوء الشمس إلى سُكّر كمصدر للطاقة حتى تنمو، وتُنتج الأكسجين الذي لا يمكننا البقاء على قيد الحياة على كوكبنا من دونه، وتعتمد كمية الأكسجين التي تُنتجه على نوع الشجرة وعمرها، إذ تُنتج الأشجار دائمة الخضرة الأكسجين بشكل مستمر، في حين تُنتج الأشجار النفضية الأكسجين فقط عندما تكون محمّلة بالأوراق.

والأشجار هي أيضا مكيفات هواء طبيعية مثالية، إذ تُوفّر الظلّ بأوراقها وتُبرّد محيطها، وتحمي من الأشعة فوق البنفسجية. فشجرة الزان -مثلا- تُبخّر يوميا ما بين 400 إلى 500 لتر من الماء عبر أوراقها، ما يُبرّد محيطها بمقدار ثلاث إلى ست درجات، إضافة إلى أنها تُوفّر الأكسجين لعشرة أشخاص سنويا، وتُصفّي أوراقها حوالي طن من الغبار والبكتيريا وأنواع الفطريات من الهواء سنويا. كما تُخزّن الأشجار مياه الأمطار في التربة وتُثبّتها حتى في المنحدرات، وتقوم بترشيح مياه الأمطار، ما يُساهم في توفير مياه جوفية نظيفة. كما تُخفّف عبر أوراقها من الضوضاء في المدن.

وخشب الأشجار ليس مجرّد مادة خام متجددة، بل يحتوي أيضا على ثاني أوكسيد الكربون (CO2) الضارّ بالمناخ، والذي تمتصه الأشجار من الهواء أثناء عملية التمثيل الضوئي، وتُخزّنه في التربة عبر جذورها. ووفقا للتقديرات العلمية، يُحتجز حوالي 4.3 مليار طن من (CO2) في الغابات في ألمانيا وحدها، إضافة إلى أنها تُزيل حوالي 52 مليون طن من (CO2) من الجو سنويا.

وتُوفّر كل شجرة العديد من المواطن الصغيرة للكائنات الحية، إذ يعيش على شجرة البلوط أو الزان حوالي 200 نوع مختلف من الحشرات أو العناكب، والتي تكون بدورها طعاما للطيور والخفافيش، بل حتى السناجب التي تجد أيضا في الأشجار مواطن تعشيشها وأماكن نومها.

ووفقا للأبحاث العلمية، فإن الاستجمام في الغابة يُمكن أن يكون له تأثير مضاد للاكتئاب والتوتر، كما يُمكنه تحسين وظائفنا الإدراكية وتقوية نظام القلب والأوعية الدموية وجهاز المناعة.

المصدر: دي دبليو عربية